القائمة الرئيسية

الصفحات

كيفية غرس القيم الدينية والإجتماعية للطفل

   إن لغرس القيم الدينية والأخلاقية والإجتماعية في نفس الطفل ليس بالأمر الهين، بل هوأمر ملئ بالمعوقات والصعوبات إلي أن يتم تنشئة الطفل تنشئة سليمة تنتج في المستقبل أشخاص أسوياء نفسياً وعقلياً وجسدياً.                    

  كيفية غرس القيم الدينية والإجتماعية للطفل 

                                                     
كيفية غرس القيم الدينية والإجتماعية للطفل

  

مامعني كلمة القيم؟

القيم هي مجموعة من الأهداف والسلوكيات التي يتمسك بها المجتمع وهي مصدر نفع له لإعتبارات إجتماعية وإقتصادية ونفسية، فهي منبثقة من الظروف الإجتماعية التي ينشأ فيها الفرد وتحدد تفكيره وسلوكه (كالصدق والإخلاص والأمانة وتحمل المسؤولية) كلها قيم مكتسبة من المجتمع الذي نعيش فيه ولابد من التزام الفرد بها.

أهمية دراسة القيم الدينية والإجتماعية:

للقيم دور أساسي في حياتنا الإجتماعية وللمجتمع والجماعات، فهي التي تحدد الأهداف والعمليات التعليمية وتتحكم في مؤسسات التربية المختلفة ومناهجها، فهي موجودة في كل مرحلة تربوية، وبدونها تتحول التربية إلي فوضي فنجد أي اضطراب في مجتمع سببه غياب الألتزام بنسق قيمي يحدد سلوك أفراد المجتمع وإتجاهاتهم.
فلابد من الإهتمام بزرع القيم الدينية والإجتماعية في نفوس أطفالنا خاصة في المجتمع العربي والإسلامي بعد الثورة التكنولوجية ومايتعرض له المجتمع العربي من محاربة القيم التي يتربي عليها الاطفال، ومواجهة كل الصعاب لكي يحتفظ المجتمع تماسكه وحمايته من الإنحرافات السلوكية ويساهم في دفع عجلة التنمية والتطور والحد من إنتشار العنف.

 إن التربية الدينية تعتمد علي ثلاث أسس وهي

1- الإيمان بالله:

والإيمان بالله هو الإعتقاد الراسخ داخل النفس البشرية بالعقيدة الدينية والإقتناع بها، فلا يمكن أن يكون الإنسان غير مؤمن بالله ويطلق عليه إنه متدين، والإيمان بالله يعتمد علي المعرفة والاقتداء بالتعاليم الدينية، كما أن جميع الأخلاق والقيم الجميلة مثل التسامح والعفو وصفاء النية يصب من منبع واحد ألا وهو الإيمان.

2- العلم:

وهو من أهم أسس التربية الدينية وهو تعلم والعمل بأصول وقواعد الدينية والإقتناع بها عن طريق البرهان العقلي مثل أن من خلق هذا الكون كله هو الله وحده، وأن يوم الدين والحساب آت.

3- الإقتداء والفعل بالأحكام الدينية:

وهو فعل والعمل بكل أحكام الدين والخوف من فعل المحرمات، ومن خلال تلك الأفعال يتم كشف الشخص المتدين من خلال الإسلام.

ماهي الأسباب التي تؤدي إلي عدم تنشئة الأطفال تنشئة دينية وإجتماعية صحيحة؟

  • هناك عدة أسباب تمنع تنشئة الاطفال تنشئة دينية وإجتماعية سليمة منها وأهمها:

1- عدم إكتراث الوالدين:

إن عدم إكتراث الوالدين أو عدم إهتمامهم بالتنشئة الدينية له أبعاد سيئة للغاية منها إصابة الأولاد ببعض الآفات النفسية والإجتماعية مثل آفات الإلحاد والسرقة والغش وكل السلوكيات والمفاهيم المغلوطة، وللأسف نجد إهتمام الوالدين بالأمور الدنيوية أكثر من الأمور الدينية كتعليم الاطفال في مدارس أجنبية باهظة المصروفات ويترددون في تعليم أطفالهم القرآن وتعاليم الدين مما ينتج في النهاية إفتقار الأطفال للمعلومات الدينية إلي مرحلة الكبر في العمر.

2- عدم الصدق بين القول والفعل:

عدم الصدق في القول والفعل عند الوالدين امر يؤثر في سلوكيات الأطفال، فإذا لم تتطابق قول الوالدين مع أفعالهم فلن يكون لهم أي تأثير في تربيتهم ويفقد الأولاد ثقتهم بوالديهم إلي أن يتطور الأمرللشك في المعتقدات الدينية والإنسانية والمجتمعية أيضاً، مما يدفعهم إلي إرتكاب المعاصي والمحرمات والنفاق....الخ.

3- التعامل بين الوالدين:

هناك بعض السمات بين الزوجين تؤدي إلي إحترام الأبناء لوالديهم وإكتساب إحترام الناس أيضاً منها الإحترام بين الوالدين، عدم الإسراف في المزاح بينهم، الأدب والحزم، فالتعامل بالمودة والتسامح بين الأبوين ومراعاة لمشاعر كل طرف للآخر يزيد من جو الألفة والتعاون والإحترام بين أفراد الأسرة، ويزيد من الثقة بين الوالدين والأبناء.

                                                        
                                                            
كيفية غرس القيم الدينية والإجتماعية للطفل

  • كما أن هناك أسباب نابعة من الأساليب الخاطئة في التنشئة منها:

1- إساءة معاملة الأبناء:

هناك بعض الآباء يتعاملون مع أبنائهم معاملة قاسية يستخدمون بعض الألفظ الجارحة والمهينة للأبناء وإلقاء اللوم عليهم، ويحقرون من شأن أطفالهم امام الغرباء وعدم إحترامهم أمام أصدقائهم، وتنعكس تلك المعاملة القاسية علي نفسية الأبناء بالشعور بالحقارة وعدم الثقة بالنفس، والإحساس بالذنب، الإحباط والخجل، عدم التفاعل الإجتماعي وتفضيل الإنعزال والوحدة، الحقد علي زملائهم بالمدرسة أو العمل، الشعور بالدونية، والميل لفعل المعاصي، كما أن أسلوب النهي والعناد وتنفيذ الأوامر التي تصدر لهم بكل خضوع دون إعتراض أومناقشة تؤثر علي علاقة الأبناء بوالديهم وتكون علاقتهم قائمة علي الأسلوب الاستبدادي، وفي حالة رفض الأبناء لأوامر والديهم تكون ردة الفعل هو العنف الجسدي، ويشير القرآن الكريم إلي تجنب أسلوب الإكراه والإجبار فلا بد من معاملة الأبناء معاملة حسنة تتسم بالحب والصداقة والألفة.

2- التدليل المفرط للأبناء:

التدليل المفرط للأبناء وتوفير لهم كل متطلباتهم وإظهار الحب والحنان بإسراف، مع عدم وجود أسلوب الحزم والشدة في المواقف التي تتطلب ذلك، ينتج عنها أطفال ضعفاء متواكلين، غير قادرين علي مواجهة مشاكل الحياة، وزرع حب الذات والأنانية بداخلهم.

3- التمييز بين الأبناء:

من المشاكل المنتشرة في معظم الأسر تمييز الأبناء عن بعضهم البعض أو تفضيل أحد الأبناء عن غيره من أخوته، وهي مسألة شديدة الحساسية عند الأبناء وتحفظ بداخلهم وتسبب عقد نفسية، وتظهر تلك العقد النفسية في شكل تمرد وعصيان وبعض الأفعال العدوانية، وبعض من الإضطرابات النفسية، ونجد بعض الأسر تفضل الولد عن الفتاة بل يصل الأمر إلي التشاؤم بولادة طفلة، والبعض الآخر يفضل البنات عن الأولاد في حين حدوث أي خلاف يتم لوم الولد، فيجب إجتناب تلك الأساليب الخاطئة في تربية ابنائنا، فكما أمرنا رسول الله صلي الله عليه وسلم "أعدلوا بين أبنائكم ". 

كيفية تربية الأطفال وإشابعهم بالحب والإهتمام:

لقد حث الإسلام بإشباع الأطفال نفسياً ومعنوياً حتي لايشعروا بالنقص والحرمان العاطفي، حتي يمكن تجنب الأمراض النفسية والإحساس بالدونية و الإصابة ببعض السلوكيات الغير مرغوب فيها ويرفضها الإسلام والمجتمع، ومن هنا يكمن السؤال كيف يمكن للوالدين إظهار المحبة والعاطفة للأطفال؟ ويمكن ذلك من خلال بعض النقاط الهامة:

1- اللعب مع الأطفال:

علي الوالدين مشاركة اطفالهم في بعض الألعاب المفضلة إليهم فهي كثير ما تزيد التقارب والحب والألفة بين الوالدين وأطفالهم، كما تساعد في تقوية شخصية الأطفال وتوسيع مداركهم من خلال اللعب الجماعي، ويمكن من خلال اللعب معه توجيه الأطفال تربوياً نحو الصحيح وتوضيح الخطأ وتعديله، وغرس بعض القيم والأخلاق الحميدة مثل الصدق والشجاعة والأمانة...إلخ

2- عدم التمييز بين الأبناء:

إن مشكلة التمييز بين الأبناء والتفرقة بينهم مشكلة تؤثر بالسلب علي الصحة النفسية للأبناء والتي قد تمتد طوال حياته، وتظهر في مرحلة المراهقة في بعض السلوكيات الخاطئة مثل إدمان المخدرات والتدخين او السرقة وبعض الجرائم التي تحدث بهدف الإنتقام وإثبات الذات.

3- إحتضان الأبناء:

إن إحتضان الأبناء وتقبيلهم له آثار إيجابية علي صحة الأبناء النفسية، فكونه يشعر بإنه محبوب بين والديه ويعيش في أجواء أسرية مليئة بالمودة والحب يصقل من شخصيته ويشعر بالسعادة والثقة بنفسه ويصبح شخص متزن نفسياًُ، كما أن العناق يزيل مشاعر التوتر والغضب ويقرب السمافة بين الأبناء والوالدين، ويعلمهم التعاون مع أفراد أسرته وعدم الأنانية.

مواضيع ذات صلة:

التربية الدينية لاطفالنا :  

1- إشباع حاجات الطفل بيولوجيا، فإذا لم تشبع حاجات الطفل فإنه سيصيب بأمراض نفسية وجسمية وعقلية، ويصبح من الصعب غرس القيم الدينية والأخلاقية المرغوب بها.

2- اصطحاب الأطفال مع الآباء وأخوانهم عند الصلاة في المسجد لمن هم فوق الخمس سنوات (مرحلة الطفولة المبكرة)، فمشاركتهم في الآداب والعبادات الدينية ترسخ في قلوبهم التأثير الروحي للعبادات، فيجب إنتهاز فرصة سن الطفل الصغير لغرس القيم الدينية والعبادات التي ستؤثر عليه مستقبلا في الكبر، وتعليم الصلاة والوضوء وإستقبال القبلة من الصغر يكون الأمر عليه يسيراً في الكبر مع الترغيب والحب، مع إبداء الجدية والحزم عندما يتطلب ذلك حتي لا يظن الطفل أن التكاليف الدينية أمر يمكن الإستهان به.

3- اما بالنسبة للصيام فمثل الخطوة السابقة يجب إتباع أسلوب التدريج في الصيام أيضاً علي أن نهيئ الطفل من الصغر علي فريضة الصيام لمدة عدة ساعات تزيد مع وصول الطفل لسن أكبر إلي أن يصل لمرحلة سن التكليف ويتهيا للالتزام بالصيام مع تشجيع افراد الأسرة ووجود مكافآت لهم.

4- تعويد الطفل علي تحمل مسؤولية نظافته الشخصية والإهتمام بمظهره الخارجي ونظافة المكان وغيرها من القيم الدينية والإجتماعية الجميلة.

5- أسلوب التلقين لغرس القيم الدينية والأخلاق مع الممارسة منذ الصغر مع إستخدام أسلوب الحزم من قبل السلطة الأسرية والمدرسية لإجبار الطفل علي الإمتثال للسلوك الديني والأخلاقي وعقابه عندما يتطلب الموقف لذلك.

6- من الأساليب التي تؤثر في نفس الطفل هوأسلوب عرض الصور والقصص الهادفة الملونة التي تهدف إلي توضيح القيم والسلوكيات المرغوب بها وشرح القضايا المختلفة وكيفية حلها، وإتخاذ القدوة الصحيحة والتي يحاول الطفل تقليدها فطبيعة الأطفال هي المحاكاة والتقليد والتأثير بهم، فعندما يري ويسمع أمرا يعجب به فإنه يجد نفسه مندفعاً لتقليد هذا السلوك الإيجابي مما يسهل عملية غرس القيم الدينية في نفس الطفل.

                                                      


تعليقات

التنقل السريع