السرقة آفة من آفات المجتمع، وهي نوع من التعدي علي ممتلكات الغير بدون رضاه بقصد حرمانه منها والانتفاع بها، وكما هو معروف ان المال وسيلة لسد الاحتياجات وقضاء مصالح الدنيا، كما يعتبر وسيلة لاشباع الغرائز من مأكل ومشرب ومسكن وغيره، كما يعد وسيلة للوقوع في الرذائل والمحرمات أيضا، لذلك أوصي الله تعالي بالمحافظة علي المال وعدم اسرافه، والسرقة سلوك سيء وعادة مكتسبة من مرحلة الطفولة أو المراهقة، نتيجة لعدة أسباب، وسوف نستعرضها في هذا المقال مع استعراض لمرض هوس السرقة (الكلبتومانيا).
السرقة عند الاطفال، ومرض هوس السرقة (الكلبتومانيا )، وطرق العلاج
أسباب السرقة عند الأطفال:
قد تظهر علامات السرقة في مرحلة مبكرة منذ الطفولة، وهو لا يدرك معناها الحقيقي، فهو يسعي دائما للحصول علي مايريد ويسلك ذلك السلوك دون أن يعرف ان هذا السلوك سلبي ومكروه، ويتعامل معه الآباء بغضب شديد لانه لايستطيع التمييز، فالسرقة عند الطفل لها مدلول مختلف تماما عن المدلول عند الكبار، فكيف يمكن ان نعلم اطفالنا في تلك المرحلة المبكرة من العمر ان الحصول علي ممتلكات الغير هو سلوك غير مرغوب فيه، واذا استمر في السرقة كيفي مكن تعديل هذا السلوك؟ ومتي يجب الذهاب الي الطبيب النفسي؟ فلنتعرف سويا علي اسباب السرقة اولا:
عامل الفقر:
الفقر والاسباب الاقتصادية هي من اهم العوامل التي تدفع للسرقة نتيجة إحساس الطفل بالنقص والعوز، والبطالة وعدم الحصول علي عمل تدفع الفقراء الي السرقة ليستطيعوا العيش، او البخل من الوالدين علي الطفل يدفعه ايضا للسرقة.
القسوة علي الطقل والمراهق او التدليل الزائد:
التعامل مع الطفل او المراهق بالقسوة الشديدة او التدليل المفرط المتمثل علي الأخذ دائما، يؤثر علي اتزان شخصية الطفل، مما يؤدي لقيامه ببعض السلوكيات الخاطئة مثل السرقة.
عدم احترام الأسرة للقيم الاجتماعية السائدة:
تبدأ السرقة عند الطفل عندما ينشأ في بيئة أسرية لا تحترم القيم الاجتماعية المعترف بها في المجتمع مثل الصدق والأمانة والحب والتعاون، مثل تهرب الأب من دفع أجرة وسائل المواصلات العامة أمام ابنه.
تقليد اصدقاء السوء:
قد يدفع الطفل للسرقة هو حب مجاراة اصدقاء السوء، او الدخول في التحدي مع اصدقاء السوء، أو لإظهار الشخصية أمامهم.. الأمر الذي قد يصل إلي المنافسة فيما بينهم.
أنواع السرقة عند الأطفال:
1- السرقة لسد إحتياجات الطفل.
2- السرقة بغرض التباهي أمام الآخرين.
3- السرقة الجماعية وتكون غالباً مع رفقاء السوء وبتخطيط مسبق معهم.
4- السرقة العارضة وهي تكون سرقة لمرة أو مرتين نتيجة تحريض شخص ما ويكف الطفل عن ذلك السلوك السيء بعدها.
5- السرقة الفردية حيث يقوم الطفل بالسرقة بمفرده.
6- السرقة المعتاد عليها ولا يستطيع الطفل الرجوع عنها.
7- السرقة المدبرة والتي يقوم فيها الطفل بالسرقة بطريقة ذكية بحيث لايكتشفه أحد.
8- السرقة الغير مخططة اي التي يقوم بها الطفل بدون خطة مسبقة ويسهل كشفه بسهولة.
يمكنك قراءة ايضا:
شعور الطفل بالغيرة او غير محبوب من الاصدقاء:
يلجأ الطفل الي السرقة عند الشعور بالغيرة من اخواته، خاصةعندما يشعر بتميزهم عنه في اللعب او الملبس، او يضطر الظفل للسرقة لشراء الحلوي لتوزيعها علي اصدقائه عندما يشعر بانه غير محبوب لديهم، والسرقة هنا ليست مجرد الحصول علي المال، لكنها لشراء التقبل الإجتماعي.
التعزيز الخاطئ من قبل الأسرة:
قد ينشأ الطفل في بيئة أسرية شجعته علي السرقة بطريقة غير مباشرة، مثل ابداء اندهاشهم بطريقته الذكية في السرقة دون تحذيره من خطورة ذلك السلوك.
الميول العدوانية لدي اقران الطفل:
الميول العدوانية والاتجاه بالسلوك العدواني لدي اصدقاء السوء، والاتجاه هنا للسرقة ليس لامتلاك المال بل هو وصف السرقة بانه عمل بطولي للطفل.
كيف اعالج طفلي من السرقة؟
1- قبل معاقبة الطفل يجب محاولة الكشف عن اسباب وراء سرقته للأشياء، واذا كان علاجها في متناول الايدي مثل تغيير طريقة التعامل مع الطفل، او اذا كان هو في حاجة الي الاهتمام او الشعور بالامان العاطفي من الوالدين وإشباعه بكل إحتياجاته المعنوية، وإزالة السبب إذا أمكن ذلك .
2- من الضرورة التحدث مع الطفل علي اهمية فعل الخير للناس، وان سلوك السرقة غير مقبول مع الاخذ بالاعتبار عدم التعامل مع الطفل بقسوة او بعصبية والتحدث معه بهدوء، وارشاده بضرورة إعادة الاشياء لصاحبها حتي يتخلص الطفل من هذا السلوك السيئ.
3- البعد عن التشهير بالطفل امام افراد الاسرة او الاهل، وعدم شعوره بالذل والهوان لتجنب كسر شخصيته.
4- الالتجاء لطلب المساعدة من الطبيب النفسي، والاخصائي الاجتماعي بالمدرسة.
5- غرس القيم الدينية والاجتماعية والاخلاقية في نفوس الاطفال.
6- تعليم الطفل منذ الصغر الاستئذان عند رغبته في أخذ شيء.
7- معاملة كل الاخوة بنفس معاملة الطفل ولا يفضل طفل عن آخر.
8- إعطاء الطفل مصروف ثابت.
9- مراقبة كيفية انفاق الطفل لمصروفه.
10- إهداء الطفل الهدايا كي نحفزه علي الإبتعاد عن السلوك الغير مرغوب به.
أعراض مرض هوس السرقة (الكلبتومانيا):
هناك اضطراب نفسي يدفع للسرقة ويسمي هوس السرقة، وهو اضطراب يصيب الصحة العقلية ويعاني المريض من فقدان السيطرة علي انفعالاته وسلوكياته، ويضعف امام الدافع الذي يحمله للقيام بالسرقة وقد يسرق اشياء لايحتاج اليها مثل سرقة قلم او أي ادوات مكتبية ، ولايخطط قبلها لسرقتها، ويشعر باللذة والرضا بعد السرقة، الا انه سرعان مايتبدد هذا الشعور ويبدأ المريض بالشعور بالخذلان والخجل، فهويكره هذاالسلوك ولا يحبه او غير راضي عنه، لانه يخشي علي اهتزاز صورته في المجتمع وبين اصدقائه والأهل، مما يلحق الأذي لنفسه، حيث ينتهي الأمر بالايداع بالسجن إن لم يتم عرض المريض للطبيب النفسي وعلاجه، و تتسم اعراض السرقة لديه في عدة نقاط وهي:
- غالبا ما يشعر السارق بالتوتر اثناء السرقة او بالقلق.
- الرغبة الملحة للسرقة علي الرغم من عدم حاجته للأشياء التي يسرقها.
- الشعوربالراحة والاسترخاء بعد السرقة.
- الشعور بالندم الشديد واحتقار الذات بعد السرقة خوفا من اعتقاله.
- الشعور بالالحاح من جديد للسرقة.
- لا يسرق الشخص نتيجة لرغبته في الإنتقام او كرد فعل للهلاوس.
صفات الاشخاص المصابين بمرض هوس السرقة (الكلبتومانيا) :
- الشخص المريض بهوس السرقة يختلف عن السارق، فالشخص المريض يسرق دون إكراه، ولا يسرق للحصول علي مكسب شخصي له، بل يسرق لشعوره بحالة من الالحاح الذي يفشل في مقاومته.
- حالات السرقة تحدث تلقائيا دون التخطيط لهان وقد تكون المسروقات أشياء لاقيمة لها.
- حالات السرقة تحدث في الاماكن العامة او عن الاهل والاصدقاء.
- غالبا ما يترك المريض المسروقات في مكان معين دون استخدامها، وقد يحاول ارجاعها لصاحبها، او اهدائها لصديق.
أسباب مرض هوس السرقة:
اكد العلماء بانه ليس هناك سبب محدد لمرض هوس السرقة، ولكنه يرجح ان يكون السبب وراء السرقة هو الشعور بالملل او الاكتئاب او يعاني المريض من اضطربات في الاكل او النوم، القلق، وعلي الرغم من أن هذا المرض نادر الحدوث إلا إن يمكن القول إنه ينتشر بين النساء بنسبة اكبر عن الرجال، ومن الصعب الاعتراف بسرقتهم، وقد تمر سنوات طويلة لاكتشاف حالات السرقة من شخص معين، والذي يعاني من مرض هوس السرقة غالباً مايعاني من مرض نفسي مثل:
- اضطراب ثنائي القطب.
- اضطرابات الأكل.
- اضطراب القلق.
- اضطراب الإكتئاب.
- الاضطرابات العقلية.
- الأشخاص المدمنين.
علاج مرض هوس السرقة:
يتم علاج مريض هوس السرقة عند الطبيب النفسي، وعلاج المشاكل النفسية التي يعاني منها المريض بداخله، كما يتعرض المريض لطرق مختلفة للعلاج نفسي مثل: العلاج الأسري، العلاج السلوكي المعرفي، علاج النفسي التقليدي، كما يتناول المريض بعض الأدوية المضادة للإكتئاب، وأدوية مضادة للقلق، ومضادات للإدمان.
تعليقات
إرسال تعليق