القائمة الرئيسية

الصفحات

الشعور بالذنب ذلك الصوت الداخلي الخفي، ما انواعه، وعلاجه

 الشعور بالذنب هو احساس داخلي للانسان حيث يعمل الضميرعلي تأنيب الذات لانتهاك بعض القيم الدينية او الاجتماعية او الاخلاقية، ويشعر الفرد خلالها بمشاعر مختلطة في آن واحد، تتكون من الشعور بالضيق والندم والحزن تصاحب تأنيب الذات، لقيامه بفعل خاطئ، فهو شعورصحي عند حدود معينة لانه ينبه الفرد لقيامه بخطأ ما، وعندما يزداد ذلك الشعور عن حده نتيجة القيام بفعل يتنافي مع الاخلاق والقيم فيبدو انه احساس صعب لانه يعذب الفرد لوقت طويل.

     الشعور بالذنب ذلك الصوت الداخلي الخفي، ماانواعه، وعلاجه

                                     
الشعور بالذنب ذلك الصوت الداخلي الخفي، ما انواعه، وعلاجه

      
ذلك الشعوربالذنب الذي يكمن بداخل كل فرد، قوته وتأثيره عليك، هو الذي يحدد علاقتك بنفسك، فمثلا اذا نشأت في بيئة دينية منذ نعومة اظافرك، وتعلمت الحرام والحلال، والخوف من عقاب الآخرة، سيكون ذلك الجزء بداخلك قويا جدا، ويراقب كل تحركاتك وافعالك، ويقوم بنقد كل تصرفاتك، ويقول لك هذا حرام وهذا حلال، فهذا ضمير يقظ وحي، وعلي العكس من ذلك، فاذا نشأت في بيئة قاسية جدا، تراقب كل تصرفاتك ودائما تبالغ في لومك، وتشعرك بالذنب في كل خطوة وحركة، ويقول لك هذا خطأ حتي ولو كان صواب، فتكون النتيجة ضميرك قاس جدا عليك، ويلومك طوال النهار والليل.

متي تشعر بالذنب؟ وما هو انواعه:

تشعر بالذنب عندما تكون قد قمت بأفعال شعرت بعدها بالندم، مثل اهانة شخص بالشارع، اوعدم قيامك بمساعدة شخص مسن سألك المساعدة ورفضت، او وقوعك بالمعاصي، وقد تشعر بالذنب نتيجة لقيامك بافعال غير مقصودة سببت احراج لشخص ما، او صرخت بوجه طفل، نظرا لقيامك بعمل مخالف للمعتقدات وللافكار، اونقضك لعهد او وعد، والكثير من الافعال التي تندم علي فعلها، وتعيش لفترة في الشعور بالذنب وتأنيب الضمير، وقد تشعر بالذنب وتلوم نفسك من خلال تصورك لإقتراف ذنب معين لم تفعله فمجرد أن ينظر لك صديق نظرة غاضبة (غير مقصودة) فتقنع نفسك بإنك أذنبت في حقه ، إلا بعد وقت لاحق تكتشف ان لاوجود لمشكلة بل خيالك أوهمك بوجود مشكلة!

وهناك انواع آخري من الشعور بالذنب منها: 

الشعور بالذنب في اللاوعي:

وهو شعور قديم دفن في اللاوعي، لكنه يظهر في سلوك وتصرفات الفرد، وهويعتبر من اخطر انواع الشعور بالذنب.

والنوع الآخر يتمثل في الرغبة في عقاب الذات:

 حيث يدين الشخص نفسه لفعل ذنب ويوجه لنفسه الادانة وتحقير النفس وانه يستحق العقاب والألم لتكفير عن الذنب.

يمكنك قراءة ايضا:


 الشعور بالدونية والنقص:

 ويتمثل في تغلغل وعمق مشاعر الاحساس بالذنب داخل الشخص الي ان يصل الي فقدان ثقته بنفسه والشعور بالنقص، الي ان يكره كل ماحوله، وتتحول حياته الي حقد وشك، والنوع الأخير وهو الغضب سواء الغضب من الآخريين او من نفسه.

الشعور الكاذب بالذنب:

ويتمثل ذلك الشعور الكاذب بالذنب، في تحمل الشخص مسؤولية ليس هو السبب فيها، بل هي مسؤولية شخص آخر.

الشعور المسبق بالذنب:

وهو الشعور بالذنب قيل البدء في فعله، ويستغرق ذلك الشعور الكثير من الوقت في التفكير والاحساس بالذنب، مثل رغبة الزوج في الزواج بزوجة ثانية، ويود البوح للزوجة عن رغبته لكنه متردد بسبب الشعور بالذنب، ويحول ذلك الشعور عن رغبته.

الشعور بالذنب بعد فترة طويلة من الزمن:

ويتمثل ذلك الشعور المتأخر بالذنب، بانه يأتي بعد فترة طويلة من فعل الذنب، اي لا يأتي بعد فعل الذنب مباشرة، نظرا لاختلاف التفكير ونضج الفرد مع الزمن، مثل نصيحة وجهها اليك المعلم بالمدرسة، واستهانت بها وانت صغير بالسن، لكنك تتذكرها بعد وصولك مرحلة النضج وتحمل المسؤولية.

                                                    
الشعور بالذنب ذلك الصوت الداخلي الخفي، ما انواعه، وعلاجه

الشعور بالذنب نتيجة مشهد انساني:

كثير منا ما يتعرض لمشاهدة بعض الفقراء بالشارع وهم يأكلون من القمامة، او من ينام برصيف الشارع بملابس بالية في فصل شتاء القارس البرودة، وهناك من لايستطيع النوم وكثير التفكير بذلك المشهد الانساني المؤلم، ويشعربالمسؤولية والاحساس بالذنب تجاه هؤلاء الفقراء.

ويري بعض علماء النفس ان الشعور بالذنب ينشأ عندما يريد الفرد ايذاء الآخرين بدافع الانتقام او الغيرة، وهي رغبة غير واعية علي الرغم من انها تعارض القيم الاجتماعية والاخلاقية والدينية، وقد يسبب الشعور بالذنب الاصابة ببعض الامراض النفسية كالحزن والكآبة والقلق، اضطراب النوم، وبعض الامراض الجسدية مثل فقدان الشهية، امراض القلب، امراض بالجهاز الهضمي، ارتفاع ضغط الدم، كما أن الشعور بالذنب الزائد ممكن أن يزيد من بعض الاضطرابات النفسية مثل الإكتئاب، ويصبح الشعور بالذنب مرضي وليس طبيعي.

ومن اكثر الاشخاص الذين يشعرون بالذنب، هما الاشخاص مرهفي الحس او الاكثر حساسية، فهم الذين يلومون انفسهم دائما علي كل فعل سواء ان كان بقصد او بغير قصد، ومحاسبة النفس علي ابسط الافعال، وكما يتسمون بيقظة الضمير دائما، وقد يكون عدم الشعور بالذنب يدل علي شخصية انانية عدوانية عنيفة غير سوية، تفتقر الي القيم الاجتماعية.

أضرار الشعور بالذنب:

1- عدم الشعر بالأمان:

يشعر الأشخاص المبالغين في الشعور بالذنب إلي عدم الإستقرار العاطفي، وتقلب المزاج وتكون مشاعرهم العاطفية شديدة طوال الوقت.

2- صعوبة الرفض:

فهم أشخاص يميلون إلي إرضاء المحيطين بهم لدرجة التخوف من رفض أي مطلب لهم حتي ولو كان الأمر شديد الصعوبة عليه، وإن استطاعوا قول لا والرفض فإنهم يعتذرون بشدة ولمرات متعددة.

3- الإصابة ببعض الأمراض الجسدية:

تظهر عليهم بعض الآلآم الجسدية المزمنة مثل الصداع، وآلام المعدة والقولون، والقئ.

4- جلد الذات:

يتمثل جلد الذات هنا بإلقاء اللوم العتاب علي النفس مع عقد المقارنه بينه وبين الاخرين، مع الشعور بالتدني وعدم إحترام الذات مما يتولد لذلك الشخص بعض المشاعر السلبية وتسوء نظرته لنفسه، مما يزيد من التوتر النفسي ويبدأ الشخص إلي الإنعزال عن الناس وتقليل أنشطته اليومية الذي يصل إلي الإنقطاع عن العمل.

علاج الشعور بالذنب:

- كيف يمكننا التخلص من الشعور بالذنب بمبرر او غير مبرر، يجب التحلي بفضيلة التسامح مع النفس ومع الآخرين، والإنشغال بأشياء آخري كالإندماج بالعمل أكثر، ومقابلة الأصدقاء والتحدث معهم بحيث أن يبتعد الشخص عن التفكير فيما مضي والإنسياق وراء الشعور بالذنب، وتحقيق السلام النفسي الداخلي، والتخلص من مشاعر الغضب العمياء، واذا كان الشعوربالذنب يصاحبها الاحساس بالقلق والاكتئاب، فيجب الذهاب فورا الي الطبيب النفسي المعالج للتخلص من تلك المشاعر السلبية التي تكمن داخل الشخص الذي يعاني من اللوم الدائم والاحساس بالذنب، لاستعادة توازنه النفسي.
- لا تدمر نفسك بكثرة التفكير وتعكير صفو حياتك، وتعلم كيف تستمتع بحياتك دون الشعور بالذنب، فنحن نشعر بالذنب عندما نقوم بشيء خاطئ وهذا شعور طبيعي، أما الذنب المرضي فهو أن تشعر بالذنب وتلوم ذاتك لإنك تريد فقط التخلص من الشعور بالقلق.
وفي النهاية نقول لك لا تدع الأشياء السخيفة تذهب بسعادتك وتحولها إلي شظايا، وتعلم أن تتمني أن كل شيء يتم كما يجدر به أن يكون.



تعليقات

التنقل السريع