القائمة الرئيسية

الصفحات

أنواع الألم الذي نشعر به في حياتنا اليومية

 خلق الله تعالي البشر مختلفين في الصفات الجسمية والجينية والصفات النفسية أيضاً، كما يختلف كل إنسان عن الآخر في النشأة والتفكير والأخلاق والعقيدة أيضاً، كذلك إحساس الشخص بالألم وإستجابته له يختلف من شخص لآخر، فكل إنسان مختلف عن الآخر في جيناته التي تحمل الصفات النفسية والجسدية أيضاً، فالجينات هي التي تهيئ الجسد للإصابة بأمراض نفسية وجسدية معينة ودرجة إستجابة الشخص السلوكية لتلك الأمراض وآلآمها، فالألم هوإحساس يصاحبه إستجابة لمؤثر(أي الخبرة التي إكتسبها الشخص سواء نفسية أو المعاناة)، وسوف نستعرض الألم وتعريفه وأنواعه في هذه المقالة.

                       أنواع الألم الذي نشعر به في حياتنا اليومية

                                      
أنواع الألم الذي نشعر به في حياتنا اليومية

ماهو الألم؟

الألم يتكون من الإحساس والإستجابة، والإحساس هو التغير المادي والفسيولوجي التي حدثت نتيجة لتأثير مادي مثل صوت مزعج فجأة وتتأذي منه الأذن، أو سماع صوت رنين الهاتف (وأنت منتظر سماع أخبار سارة من شخص ما) ويثير الشعور بالسعادة لسماعك لهذا الرنين وهذه هي الإستجابة.

أنواع الألم:

1- ألم تأنيب الضمير: وماهو معني تأنيب الضمير؟

معنب تأنيب الضمير هو الصوت الداخلي الذي ينبهك ماهو الخير وماهو الشر، وهو الذي يدفع الإنسان لفعل الخير وتجنب الأخطاء، وهو في علم النفس مايعرف بالحوار بين الأنا والأنا العاليا بهدف تصحيح الأخطاء وكشف ماهو سلبي.

بالذنب هو شعور قاسي وثقيل علي النفس، وهو شعور يختص بالإنسان فقط ولاتشعر به باقي المخلوقات، وهولا يزول إلا بعد عقاب الإنسان لنفسه، والذي قد يصل به الأمر إلي الإنتحار، ومن أخطر المشاعر والإحساس بالذنب علي الإنسان هو فقدان شخص عزيز عليه فقد يشعر بإنه مسؤول عن فقده، وكلما كان حبه للشخص الذي فقده كبيراً كان إحساسه بالذنب أكبر وهذا يعني إنه يحتاج للإحساس بالألم ليغسل الشعور بالذنب، فالألم وسيلة للتكفيرعن الشعور بالذنب سواء إقترفته أم لا.
هناك مايعرف بالثنائية الوجدانية أو ثنائية الحب والكراهية، فالكراهية ممتزجة مع مشاعر الحب فأنت عندما تحب شخص ما حباً شديداً، فإنك تحمل له بعض من مشاعر الكراهية..كيف؟ نعم إنك تكره فيه بعض الصفات التي لاتعجبك، أو تكره فيه معاناتك معه، تكره إرتباطك به الذي يؤثر علي شعورك بالحرية والإستقلال، تكره فيه ضعفك أمامه، وإذا فقدت ذلك الشخص تثور لديك مشاعر الإحساس بالذنب، وتشعر بأن كراهيتك هي السبب في فقدانه أو أهمالك له، وبذلك تصبح علي وشك الإنهيار فتحتاج إلي عقاب نفسك لإستعادة توازنك النفسي، والعقاب هو الشعور بالألم الذي فيه المعاناة والعذاب لجسدك ولكنه راحة لنفسك.

هناك أشخاص يلومون انفسهم ويشعرون بتأنيب الضمير دون سبب واضح، فيجلدون أنفسهم بالعتاب واللوم دون أن يكون هناك سبب جوهري، فهناك الذ ي يأنبه ضميره لإنه لم ينجح في دراسته علي الرغم من إنه لم يبذل مجهود يذكر لكي ينجح، فمثل هذا الشخص يلوم نفسه لكي يتهرب من المسؤولية عن إرتكاب الأخطاء وعليه أن يتوقف عن تأنيب الضمير لكي يستطيع تصحيح أخطاءه ويتعلم من كيف يجد لنفسه فرصة آخري لتعويض ما فاته.



                                                   
أنواع الألم الذي نشعر به في حياتنا اليومية

2- الألم بديل الصراع والشعور بالفشل:

هناك من يتحمل الشعور بالألم لسنوات طويلة وهو مايسمي بالألم المزمن، لكن كيف يتحمل شخص لآلآم  تعذبه لسنوات والتي يعجز الأطباء عن تشخيصها ومعرفة أسبابها، فهناك بعض الأشخاص الذين يشتكون من آلام الصداع والبعض الآخر يشكو من آلآم الظهر، وترددوا إلي الأطباء والإخصائين وتناولوا الكثير من العقاقير دون جدوي، ولو شعرت بنفس آلآمه فسوف تفكر في التخلص من حياتك، 
وإذا إفترضنا أن هؤلاء الأشخاص قد شفوا من أمراضهم المزمنة فمن المتوقع إنهم سيشعرون بالسعادة ويفرحون بنعمة الشفاء من المرض، لكن في الواقع هوعكس ذلك لإنهم سوف يعانون من الآلآم النفسية التي تؤثر علي حياتهم حيث كان آلآمهم هو بمثابة عامل الإستقرار في حياتهم، لإنهم هم في الأصل أشخاص محبطون تعرضوا لمشاعر الفشل التي لم يستطيعوا إجتيازه أو فقدوا الأمل في مواقف آخري ولم ينتصروا فيها، او أنهؤلاء الأشخاص فقدوا شخص عزيز لديهم الأب أو الأم وإنهارت حياتهم بعده، وشعروا بحياتهم خاوية بدونهم، فأي إنسان يستطيع مواصلة حياته وهو في حالة من الحزن ويتحمل كل تلك الأحمال من الفشل والخذلان والهزيمة والصراعات، إنه الجسد الذي يستطيع تحمل كل ذلك الأحمال، فالحياة يمكن أن تستمر بجسد يتألم ولكنها لا يمكن أن تستمر بنفس حطمها الهزيمة والفشل، فالجسد يمتص كل آلآم النفس لتحفظ له توازنه، والإحساس بالألم هو البديل للشعور بالفشل بديل الشعور بالهزيمة.

يمكنك قراءة أيضاً:

3- الألم في الحب:

هناك أشخاص في حياة كل شخص لا يستطيع الإستغناء عنهم، وأنت مرتبط بهم مثلما ترتبط بأعضاء جسدك، فهم كل حياته هم عيناه الذي يري بهم هم الهواء الذي يتنفسه، وإذا فقدت أحداً منهم فكإنما فقدت جزء من جسدك، ولا يستطيع أحد أن يحدد لك من هو هؤلاء الأشخاص لإنك أنت فقط من يستطيع تحديدهم، لأنك أنت الذي لا تستطيع الإستغناء عنهم وهو علي علاقة كبيرة بالإحساس بالألم.. كيف؟ فقد أثبتت الدراسات والأبحاث أن:
- حين يخذلك صديق أو شخص عزيز علي قلبك فإن ألماً ينفجر في جزء من أجزاء جسدك.

- في حين تشعر بكراهيتك لشخص ما كان يوماً من الأيام أقرب الناس إلي قلبك، فإن غضبك هذا يمتصه جسدك وتشعر بالألم مما يجعل الكراهية تختفي منك، فآلآم الجسد هي التي تحميك من أن تواجه الكراهية وجهاً لوجه.

- عندما تحتل العدواة قلبك من شخص ما، وتفشل في كبح جماح الشعور بالعداوة، فإن الألم يبدأ في جزء من أجزاء جسدك بدلاً من الذهاب إلي جسد الشخص الذي تشعر بالعدواة من ناحيته، وهذا الألم هو الذي يحميك من مواجهة مشاعرك السلبية والتي يمكن أن تطيح بنفسك وتمزقها، فأفظع شيء هو مواجهة النفس المشحونة بالعداوة.

- عندما يموت شخص عزيز لديك بمرض معين سبب ألماً في منطقة معينة في جسده فإنك ستشعر ببعض الآلآم في نفس المنطقة بجسدك التي كان يعاني منها الشخص المتوفي.

- وحين تفارق شخص حبيب أو عزيز لديك فإن ألماً سوف يضرب جزء من جسمك لا تستطيع الحركة أو النوم منه.

المراجع:
الألم النفسي والعضوي، عادل صادق 1984،القاهرة.


 

تعليقات

التنقل السريع