إن الآباء والأمهات لا يدركون خطورة العادات والسلوكيات الغير مرغوب بها في أطفالهم، بل يعتقدون تجاهل تلك السلوكيات يمكن أن يجتازها الطفل مع مرور الوقت، وبالعكس فإن هذه العادة سوف تنمو وتستمر مع الطفل لوقت طويل وتسبب آلآماً وصراعاً من الممكن تجنبه.
مشكلة مص الإصبع وقضم الأظافر عند الطفل
هناك بعض العادات البارزة التي يقوم بها الطفل منذ الرضاعة - مثل مص الإصبع وقضم الأظافر- والتي قد تسبب له بعض المتاعب النفسية والجسدية، ومن هذه العادات التي تستمر إلي وقت طويل وتبدو إرادية في بادئ الأمر إلي أن تتطور وتصل إلي ممارسة إرادية ومعتادة، وهناك العديد من الممارسات التي يقوم بها الطفل ويجب الإنتباه لها لما ما قد تسبب في مضاعفات مستقبلاً مثل التنفس الفموي ودفع اللسان ومضاعفات آخري، وسوف نستعرض بعض اضطرابات العادات خلال الطفولة وطرق معالجتها.
 |
| مشكلة مص الإصبع وقضم الأظارف عند الطفل |
أولاً: مشكلة مص الأصبع عند الطفل:
تعد مشكلة مص الأصبع من العادات المنتشرة بين الأطفال، فالفم يشكل عضواً هاما لاستكشاف العالم المحيط للطفل الرضيع فعن طريقه يكتشف الطفل يديه وقدميه، وتعتبر عادة مص الأصبع عند الطفل الرضيع أمراً وظيفياً يوفر للطفل الشعور بالسعادة والغذاء والنشوة، إلا استمرار الطفل في هذه العادة تجعل لها تأثيرات سلبية.
وتعتبر عادة مص الإصبع لدي الطفل حركة عصبية تدل علي عدم الاستقرار أو التركيز، وعندما تستمر تلك العادة لفترة طويلة من عمر الطفل تصبح حالة مرضية يجب معالجتها والسعي إلي الإقلاع عنها تدريجياً.
أسباب مشكلة مص الإصبع عند الطفل:
تعتبر مرحلة الرضاعة الطبيعية والبحث عن الغذاء عن طريق المص مرحلة طبيعية وضرورية ليطور الطفل عضلاته نحو الفم ولتوفير متطلباته الغذائية والعاطفية والإرضاء العاطفي للطفل، وأسباب حدوث مشكلة مص الإصبع للطفل تتلخص فيما يلي:
- يلجأ الطفل لعادة مص الإصبع نتيجة الحرمان من الطعام والشعور بالجوع نظراً لتقديم الطعام للطفل علي فترات متباعدة نسبياً لدرجة تفوق قدرة تحمل الطفل علي الجوع، او عدم كفاية لبن الأم دون الإستعانة باللبن الصناعي.
- شعور الطفل بالقلق والتوتر نتيجة ظروف إجتماعية.
- قد يلجأ الطفل لهذه العادة لشعوره بالراحة والاسترخاء.
- عدم فهم الأهل لطبيعة هذه العادة وطرق أساليبهم الخاطئة في معالجتها مع الطفل.
- دخول الطفل المدرسة ومواجهة عالم جديد عليه وشعوره بالخجل والحساسية الشديدة لعدم قدرته علي التكيف مع المجتمع الجديد.
- قد تبدأ ظهور تلك المشكلة مع بداية ظهور الأسنان وحاجة الطفل للحكة وتتوقف بعد تمام بزوع الأسنان.
- مرور الطفل باوقات صعبة لديه كفراق الأم ويعود مجدداً لتلك العادة بعد أن تخلي عنها.
- ولادة طفل جديد للأسرة وإنتقال رعاية الأم منه للطفل الرضيع.
- تأخر فطام الطفل عن الثدي.
أعراض مشكلة مص الإصبع عند الطفل:
تبدو أعراض مشكلة مص الإصبع عند الطفل داخل الفم وخارجه، إذ يبدو تشوه القوس السفلي في المنطقة الأمامية للأسنان، عوج الأسنان في منابتها ويسبب انزياح أمامي للفك العلوي وحدوث سوء إطباق، ويمكن لأغلب هذه التشوهات أن تتحسن من تلقاء نفسها مع مرور الوقت إذا توقف الطفل عن المص في عمر مابين 8- 10 سنوات، وكما يبدو إصبع الطفل الذي يقوم بمصه مدبب وقصير الظفر وقد يتطور الأمر إلي أن يصل لتشوه بالإصبع، ظهور شفة علوية ناقصة قصيرة.
علاج مشكلة مص الإصبع عند الطفل:
يمكن علاج مشكلة مص الإصبع عند الطفل بتضافر جهود الأهل والأطباء لتقديم المعالجة الناجحة، كما ينبغي معرفة الأوقات التي يقوم بها الطفل بمص إبهامه وماذا يفعل قبل القيام بهذه العادة، مع دراسة البدائل التي يجب توفرها للطفل من قبل الأهل للتخلص من هذه العادة سريعاً، ومحاولة الأهل لتحديد سبب توتر الطفل الذي دفعه للمص الإبهام عن طريق مراقبته وليس بنهره عن ممارسة تلك العادة أو لومه، وملاحظة الإخصائي النفسي للطفل بالمدرسة ومراقبة الطفل وعلاقته بزملائه بالمدرسة وبالمعلمين مع توفير الألعاب وتعليم المهارات الإجتماعية لمشاركة الطفل مع زملائه باللعب حتي يشعر بالأمان والاستقرار وتعزيز العلاقة المفضلة للطفل بالإتصال مع محيطه مباشراً، ومن أجل الوصول إلي معالجة ناجحة لابد من توفير عدة عوامل منها:
- إقناع الطفل إذا كان في مرحلة الفهم والاستيعاب- عند سن خمس سنوات تقريبا- بأن هذه العادة عادة سيئة وتؤدي إلي ظهور بعض التشوهات بالفم وإظهارها له مع تقديم الطبيب لبعض الطرق التي يستطيع بها الطفل التخلص من هذه العادة.
- إلهاء الطفل عن ممارسة هذه العادة عن طريق إشراكه في بعض الأنشطة كاللعب وقراءة القصص المفضلة لديه والتي تناسب سنه.
- من الوسائل النفسية المستخدمة للتخلص من هذه العادة هي وضع مر الطعام علي إصبعه أو أي مادة حمضية والتي تساعد في نقص قدرة الطفل علي مص إبهامه، او ضع شريط لاصق علي إبهامه لتذكيره بعدم الرجوع لمص الإصبع.
- استخدام المصاصة كبديل عن المص الفعلي للابهام بحيث يقلع الطفل عن المصاصة في سن ثلاث سنوات- فضلاً أن الطفل الذي يستعمل المصاصة في سن سنة من العمرغالباً لا يلجأ لاستعمال مص الإبهام- كما يجدر الإشارة بأن المصاصة الحديثة هي أكثر مرونة عن القديمة لتناسبها مع سقف الحلق.
- أطالة فترة الرضاعة في حالة طلب الطفل مص إبهامه بعد إنهائه من الرضاعة، لأن فترة الضاعة اكثر إسترخاء وأطول مدة.
- عقاب الطفل بحرمانه من الأشياء المحببة لديه قد يققل من مص الإبهام.
 |
| مشكلة مص الإصبع وقضم الأظارف عند الطفل |
ثانياً: مشكلة قضم الأظافر:
كثيراً مايبدأ الطفل في قضم أظافره بعد الإقلاع عن عادة مص الإبهام، كما ينتشر ذلك السلوك بين الأطفال عند الشعور بالخجل والخوف والاحراج والكثير من المواقف التي تسبب له التوتر والقلق، وقد تستمر تلك العادة لسن العشرين، وينظر علماء النفس لعادة مص الإصبع وقضم الأظافر هما نتاج لحالة من الشعور بالإحباط للكبار والصغار أيضاً، فالطفل الرضيع الذي حرم من الرضاعة الطبيعية أو تعرض لصدمة الفطام المفاجئ لايسبب له ضرر بدني لكنه يؤدي إلي ظهور عادات عصبية كقضم الظفر.
أسباب مشكلة قضم الأظافر:
- شعور الطفل بالعصبية والتوتر.
- تقليد الصغار لبعض عادات الكبار.
- لإشباع الميول العدوانية.
- الشعور بالإحباط واللجوء لذلك السلوك لتهدئة النفس.
علاج مشكلة قضم الأظافر:
- إبعاد الطفل عن البيئة المتوترة أو التي تسبب له عدم الشعور بالأمان والقلق.
- إشغال الطفل بأنشطة مختلفة تمتص الطافة والتوتر كألعاب الصلصال والعجين.
- مناقشة الطفل وتوجيه إلي الإقلاع عن هذا السلوك الضار.
- تقليم أظافر الطفل من وقت لآخر.
- وضع مادة مرة المذاق علي أظافر الطفل.
- مكافأة الطفل في تعزيز عادة قضم الأظافر.
- الوقاية من الأمراض من خلال تنظيف الأظافرلتجنب إلتهابات الأظافر، واستخدام الكمادات الدافئة والمضادات الحيوية المناسبة عند ظهور إلتهاب الأظافر مع مراجعة طبيب الأمراض الجلدية.
- يمكن تقليل تلك المشكلة بمضع الطفل لعلكة بدلا من قضم الأظافر خاصة في المواقف الإجتماعية العصيبة.
- السماح للفتيات بالإهتمام بتقليم الأظافر والعناية بها بإحترافية او وضع طلاء الأظافر للمحافظة علي مظهر الأظافر والابتعاد عن قضمها لفترة طويلة ولتشجعيهم علي الإقلاع عن هذا السلوك السيئ.
- قد تتفاقم تلك المشكلة عند توبيخ الطفل وتعرضه للتأنيب فيجب علي الآباء مناقشة مساوئ تلك العادة مع الطفل لتزداد دوافعه في التغلب علي هذه العادة.
