القائمة الرئيسية

الصفحات

السلوك العدواني عند الطفل وتأثير وسائل الإعلام

 السلوك العدواني عند الطفل هو موضوع حيوي وهام في علم النفس، وهل هو سلوك فطري يولد به الطفل أم مكتسب حيث يكتسبه الطفل من خلال تفاعله مع الأطفال؟ وتوجد فروقات فردية بين الأطفال في سلوكهم العدواني ويرجع ذلك إلي سمات الشخصية وقدراتها وخصائصها، فإذا راقبنا الأطفال أثناء لعبهم في الحدائق فسوف نستطيع ملاحظة الأطفال الأكثر عدوانية عن غيرهم بسهولة.

                        السلوك العدواني عند الطفل وتأثير وسائل الإعلام

                                
السلوك العدواني عند الطفل وتأثير وسائل الإعلام

مامعني العدوان عند الأطفال؟

العدوان يعني إيذاء شخص ما أو تدمير أشياء، ويتنوع أشكال العدوان وأبسطها السب اللفظي، أما العدوان الجسدي فأكثرها خطورة ولا يقبلها الدين ولا المجتمع فهو سلوك غير مرغوب فيه، وإذا وقع العدوان علي شخص فإنه يرد ذلك العدوان دفاعاً عن النفس وهو سلوك لاعدواني بل هو سلوك دفاعي ويتقبله المجتمع لإنه سلوك غير مكروه، فالكثير من الآباء يدربون أبنائهم علي الدفاع عن النفس من خلال ممارسة بعض الألعاب الرياضية مثل الكاراتيه.

ما هي أسباب العدوان؟

في الواقع يرجع تاريخ العدوان إلي ظهور البشرية، وقد أرجع بعض العلماء العدوان إلي اسباب بيولوجية وتؤكد أن العدوان ينتقل وراثياً من الأجداد إلي الأبناء.

لماذا يسلك الطفل سلوكاً عدوانياً؟

 هناك عدة آراء سبق الإشارة إليها عن كيفية إكتساب السلوك العدواني للطفل ومنها الآراء التي تري أن السلوك العدواني للطفل هو سلوك متوارث والرأي الآخر الذي يؤكد أن هذا السلوك مكتسب عن طريق التعلم الإجتماعي أو التقليد او يسلك الطفل السلوك العدواني كرد فعل لمشاعر الفشل والإحباط التي يعاني منها الطفل، ويمكن تحديد العوامل التي تؤدي إلي عدوان الطفل إلي مايلي:
- العوامل البيئية.
- العوامل الميلادية او الولادية.
- العوامل الوراثية.

                                                
السلوك العدواني عند الطفل وتأثير وسائل الإعلام

تأثير وسائل الإعلام بشكل عام علي ثقافة الطفل:

اكدت الدراسات العلمية تأثير وسائل الإعلام علي الطفل ونشر الرعب والعنف مما ادي إلي ظهور حالات مشابهة في الحياة الواقعية، وتساعد بطريقة غير مباشرة علي إرتكاب أعمال من القسوة والعنف والتدمير، وتزيد الدراسات حول هذه الظاهرة يوما بعد يوم.
وتأثير مشاهدة التلفزيون سلبيات عديدة من اهمها مشاهدة الطفل الأحداث دون المشاركة بها، ويكتفي بالإعتماد علي حواسه بالسمع والرؤية ولا يعمل علي ترقية تلك الحواس، كما أن مشاهدة التلفزيون لوقت طويل لها أضرار علي العينين، بالإضافة إلي قلة درجة التفاعل بين الطفل وأسرته، كما يؤثر علي ذكاء الطفل وإنخفاض تحصيله الدراسي.

الإعلام والعدوان:

في السنوات السابقة لوحظ زيادة المشاهدات العنيفة والعدوانية في الأفلام والمسلسلات التلفزيونية، كما لوحظ زيادة مشاهدات تلك النوعية من الأفلام العنيفة بصورة ملحوظة من الشباب والأطفال أيضاً، والسؤال هنا هل هناك إرتباط بين مشاهد العنف في التلفزيون وممارسة العنف في مجتمعنا؟
وفي الواقع أن الإعلام له دور كبير في التأثير علي الأشخاص سواء بالإيجاب أو بالسلب، لذلك يجب التدخل دينياً وأخلاقياً وإجتماعياً ومن كل التخصصات العلمية لضبط مايعرض علي شاشة التلفزيون.
فالأطفال يجدون نماذج لهم في الروايات والحكايات والأفلام والشخصيات الفكاهية، فهم يميلون إلي تقليد الكبار وخاصة الأشخاص الذين يتمتعون بالجاذبية للأطفال، ما يميل الكبار إلي الشخصيات المرموقة ذات المكانة الإجتماعية الرفيعة مثل الشخصيات الإجتماعية والإقتصادية والفنية، أما في سن المراهقة فتقل نسبة المشاهدة للمراهقين نظراً لإنصرافهم بالإهتمام بأشياء آخري مثل ممارسة بعض الهوايات الرياضية والمنافسة فيها.

وهناك رأي آخر يقر أن المؤثر في السلوك العدواني للطفل هو ليس التلفزيون والإعلام فقط بل هناك مشاهدات كثيرة علي مدار اليوم من أقوي المؤثرات الإجتماعية علي سلوك الطفل وهو المشاحنات الأسرية والمنزلية، فالبيوت التي يسودها الصراعات والمشاحنات يقود الطفل لسلوك مضاد للمجتمع، ويعاني من مشاعر القلق والخوف، لذلك نلاحظ أن الطفل الذي ينمو في بيت هادئ يسوده الراحة والأمان يصبح الطفل أكثر تكيفاً.

مواضيع ذات صلة:

العوامل المؤثرة في سلوك الطفل:

- حرمان الطفل من المصروف، الفقر.
- قلة وسائل الترفيه.
- الشعور بالملل ووجود وقت فراغ.
- الظروف المعيشية السيئة مثل العشوائيات.
- فقدان الشغف بالمستقبل للأطفال والمراهقين والشباب.

تأثير البرامج التلفزيونية:

أثبتت بعض الأبحاث بالولايات المتحدة الأمريكية أن مشاهدة الأطفال لبرامج التلفزيون العنيفة تزيد من معدلات السلوك لديهم، والأطفال الذين لديهم ميل للعنف قبل مشاهدة تلك البرامج أظهروا مزيداً من العنف بعد المشاهدة عن أقرانهم، كما تبين أن الأطفال الذين يشاهدون برامج الإجتماعية التي تحث علي التعاون تزيد عندهم هذه النزعات الإجتماعية، وتزداد لدي الطفل روح التعاون بعد المشاهدة، والغريب أن الإرتباط بين مشاهدة العنف وسلوك العنف يظهر عند الأطفال الذكور ولا يظهر عن الإناث فهي لا تتحول للعنف بعد مشاهدة برامج العنف.
وعلي الرغم من سلبيات البرامج التلفزيونية إلا إننا لانستطيع إنكار إيجابيات تلك البرامج التي يمكن تلخيصها في:

- تشجيع الطفل علي الإيجابيات مثل التعاون والفاعلية.
- تساعد علي إكتساب المعلومات والحقائق التي تنمي مشاعر الوطنية وحب الوطن وتاريخه، والإمتثال لقيم المجتمع.
- تقديم المعلومات الطبية.
وفي نهاية الأمر يجب مراقبة الطفل وتحديد البرامج التلفزيونية التي يجب مشاهدتها الطفل لزيادة القيم التعليمية والإخبارية، ووعي الطفل بالعنف الخيالي والعنف الحقيقي لإنه لا يستطيع التمييز بينهم، وأن نعاقب الطفل لسلوكه سلوك غير مرغوب فيه بإظهار له عدم الرضا فإن ذلك سوف يوقف السلوك السيء في الحال، ونبتسم له ونظهر له الرضا والسعادة عندما يقوم بسلوك مرضي للوالدين وتشجيعه عليه، ومن الممكن إعطائه هدية لتحفيزه علي هذا السلوك.

أهم المراجع:
عبد الرحمن العيسوي، اضطرابات الطفولة والمراهقة، دار الراتب الجامعية، لبنان، 2000


تعليقات

التنقل السريع