الشخصية الإنطوائية هي الشخصية التي تركز علي نفسها ومشاعرها الداخلية لتصبح أكثر إنعزالا عن الناس، وهي عكس الشخصية الإجتماعية، فهي صعبة التأقلم مع الناس ولاتهتم بما يحدث في الخارج ولا تشعر بالقلق كونها بمفردها، بل تفضل قضاء الوقت بمفردها.
كيف تتصرف الشخصية الإنطوائية في العمل، وكيف يمكن التغلب علي سلبيات تلك الشخصية
الشخصية الإنطوائية شخصية معقدة تتهرب من عقد علاقات إجتماعية بالعمل، بل تتهرب من كل المحاولات التي تبرز هذه العلاقة، فهي تفضل الجلوس بمقعدها بالعمل ولاتبذل مجهود كبير للإحتفاظ بعمله، ويحاول أن يكره عمله وزملائه أيضاً بدلاً من أن يترك عمله ويبحث عن عمل آخر، ومن الصعب أن يتغير زميل العمل الإنطوائي ويصبح إجتماعي بل تجده ينزوي في آخر مكان في غرفة الإجتماعات عندما يجتمع زملاءالعمل مع مديرهم او في إجتماع هام، كما يشعر بالرضا عن نفسه مما يسببه من مواقف سلبية لزملائه.. وهناك نوع آخر من الشخصية الإنطوائية تسمي:
الضحية الصامتة:
وهي شخصية علي النقيد من الشخصية الإنطوائية ، فمن البديهي أن الشخصية الإنطوائية لا تتكلم كثيراً، لكن في أفعالها تتحدث بدلاً منها في مكان العمل، أما الضحية الصامتة فهي تظهر في شكل الموظف البائس الذي لايتحدث عن أوضاعه إلا قليلا، لكنه يفضل أن الجميع يشاهده وهو يعبر عن غضبه في مكان العمل من خلال بعض التصرفات مثل عدم الألتزام لقواعد وسياسة العمل، السخرية من قيادات العمل، تخريب ممتلكات العمل، التقليل من جهود الموظفين بالعمل، وتسعي إلي إبعاد وهروب العملاء الدائمين، ويأخذ شكل مبرراته إلي مابين الإنتقام وتأكيد الذات، ويمكن أن يفكر الضحية الصامتة أن بأفعاله هذه سوي يكشف لباقي الزملاء بإنه علي حق.
والشخصية الصامتة شخصية معقدة وليس لديها ما تفقده ولا تتطلع إلي الوصول إلي تقدير أو حتي ترفيه بالعمل، كما لاتتردد في أحداث بعض الأخطاء بالعمل مثل نسيان عن عمد نقل الرسائل الهامة، بل لاتحاول أن تمنع بعض الساخطين بالعمل من إتباع تلك الخطوة.
وهنا يجب علي مدير العمل أن يتصرف بشدة وحزم لعزل تلك الشخصية ومراقبة هذه النوعية من الشخصيات، لأن تأثيرتلك الشخصية أو نوعية هذه الشخصية سوف تتسرب أفعالهم لباقي العاملين إذا لم يكن الفصل هو الحل النهائي، ولا تكلف هذه الشخصية بأي مهمة تتعلق بالتخطيط ويمكن تكليفها بعمل يتعلق بمراقبة الإنتاج.
أسباب التي تجعل الشخص منطوي علي ذاته:
1- أساليب التربية الخاطئة:
كثيراً ما يلجأ الآباء لأساليب تربوية خاطئة مع أطفالهم ليتناسب مع اهوائهم، فلكل فرد شخصيته وطبيعته الخاصة وخلقه التي يتميز به عن الآخرين، وهي حقيقة يغفل عنها الكثير من الآباء فالسنوات الأولي من حياة الطفل هي من أهم سنوات حياته حيثتعتبر من الخطوط الأولي التي ترسم حياته في الكبر وتتكون شخصيته فإذا أهمل الآباء تربية وتوجيه الطفل في تلك المرحلة فإنهم يتركون شخصية الطفل تتكون كيفما تكون!
فلا بد من الآباء توجيه وتشجيع الطفل في الأمور الصالحة، والتهي عن الفساد والإنحراف، فحين يتعرض الأبناء للتربية من آباء متشددين ومتزمتين فإنهم يصبحون إنطوائين مستقبلا.
2- التعرض لحالات من الحرمان:
الكثير من الأشخاص يتعرضون إلي حالة من الحرمان العاطفي كحرمان المفاجئ للطفل من أمه أوالأب أو الحبيبة، وتبدو آثار ذلك الحرمان في انشأ علاقات إجتماعية فاشلة، ويصبح الشخص أكثر إنطوائاً علي ذاته الذي يفقد نوع من الترويح عن نفسه.
3- الفشل:
من المؤكد جميعنا يتعرض لحالة ما من الفشل في حياته، وهنا يكون تأثير الفشل يقع علي حسب شخصية الفرد وثقته بنفسه وإصراره علي النجاح والبدء من جديد، لكن هناك بعض الأفراد الذين يعملون علي أحسن وجه وبأعلي درجة من المثالية وعندما يفشل سرعان ما يصاب بالإحباط ثم يفقد الثقة بنفسه وينطوي علي نفسه.
وفي حالات آخري عندما يري آخرون ناجحون في عملهم ويعتقد في نفسه إنه لايستطيع القيام بنفس عملهم وينجح، يصدر حكماً سريعاً علي نفسه بالفشل الذي يثير الإحباط واللجوء للإنطواء والإبتعاد عن الآخرين.
4- الشعور بالنقص:
الشعور بالنقص هو شعوري داخلي نتيجة حرمانه من أشياء كثيرة ويفقد معها ثقته بنفسه.
بعض النصائح الهامة للشخصية الإنطوائية:
- كيف تنسجم مع زملاء العمل والناس بصفة عامة:
الكثير منا يشعر بعدم الإنسجام مع الناس بسهولة، أو يشعر بعدم تقبل الناس له لذلك عليك إتباع بعض الخطوات البسيطة:
1- عليك التحلي بروح التسامح والمودة:
معني التسامح هو التخلي عن سوء الظن بالناس، وتتحمل تجربة الفشل إذا مررت بها، فالإنسان لايستطيع تحمل الحياة بصعوبتها ومشاكلها إلا إذا تحلي بروح المودة والتسامح مع الناس وقدرته علي تجاوز تجارب الفشل مع الآخرين، كما يجب عليك أن تتحمل كلمات النقد الموجهة إليك بروح عالية، وكن مستمعاً جيد لهم.
2- مساعدة الآخرين:
إن مساعدة الآخرين وتقديم بعض الخدمات والتحلي بروح التعاون لها أكبر الأثر في نفسية الفرد، إذ إنه سيشعر بالسعادة والراحة النفسية في خدمة الآخرين والمحتاجين دون أن تنتظر كلمات الشكر والإمتنان منهم، وسوف تشعر بلذة العطاء لاتعادلها أي لذة.
3- الإبتعاد عن الجدل:
إن تجنب الجدل هو أفضل طريق للإبتعاد عن المشاحنات والخلافات، ومن الممكن أن يؤدي الجدل إلي الشعور بالعداء والكراهية، بالإضافة إلي الإصابة بالتوتر والقلق، وحاول تجنب المناقشة مع زملائك في العمل في الأمور التي قد تختلفوا فيها حتي لا تحرم من قبول والتقبل من زملاء العمل.
4- التحفظ في الكلام:
لا تتكلم كثيراً بل عليك الإصغاء أكثر، فكل إنسان لديه أذنان ولسان واحد.
5- تعرف علي قدر نفسك:
بحيث تضع نفسك في المكان اللائق بك، وستتعرف كيفية الإنسجام مع الناس.
- التخلص من الخجل:
الخجل يمنع صاحبه من إبداء مواهبه ويصبح سلوكه الإجتماعي غير مقبول!
لكن يجب أن نفرق بين الحياء والخجل، فالحياء معناه المحافظة علي مشاعر الآخرين وأحاسيسهم، ولابد من الشخص المتمتع بفضيلة الحياء أن يكون إجتماعياً ولايخجل أو يتردد في التعامل مع الناس، وعلي ثقة بنفسه، فإذا كنت تعاني من مشكلة الخجل عليك التخلص منها ومعرفة أسبابها، ومن أسباب الشعور بالخجل هو الحالة الجسمانية مثل الوزن الزائد أو النحافة الشديدة، أوعيوب خلقية في الوجه أو الجسم... إلخ وكلها أسباب تجعل الشخص يشعر بالخجل بداخله أمام الناس، وهناك بعض الأفراد الذين يشعرون بالخجل بسبب حساسيتهم الشديدة من تصرفات الناس والخوف من التعرض لسوء فهم، لذلك ننصح اولاً بالإبتسامة دائماً مع ثقك بنفسك وبقدراتك في التغلب علي الخجل، فحاول مثلا التعرف علي الشخص الذي يجلس بجانبك وإفتح معه أي موضوع وإجعل الحوار معه هادئ ويتسم بالمودة، وتغلب علي شعورك بالخوف من الفشل، وتسلح بالعزيمة في التغلب علي الخجل وأمامك فكرة واحدة عليك أن تنفيذها وهي التغلب علي خجلك.
- هل ثقتك بالناس ضعيفة؟
من أفضل الوسائل لتكتسب ثقتك في نفسك وفي الناس هو تطوير الصفات التي تؤهلك للنجاح في علاقتك بالناس، مثل حب التعاون وإكتساب صداقات جديدة واللباقة في الكلام والمرونة في التعامل، وإبتعد عن الصفات المزمومة التي تهرب الناس منك مثل النفاق والكذب، الغرور والحقد والأنانية والغضب وغيرها من الصفات الغير حميدة، وإذا كنت في موقف تستطيع فيه التقرب من الناس فإنتهزه لإكتساب ثقك الناس وحبهم لك، كما عليك تعلم كيف تتعامل مع الناس وإنتبه أن الناس تحب الشخص الناجح المتفاءل الناجح، النظيف الأنيق في ملابسه فهي حقيقة، فهل تعلم إن إرتداء الملابس الجديدة يمكن ان يغير من شخصيتك حيث تشعر إنك في حياة جديدة!
- الكذب:
الكذب والغش من الصفات المزمومة التي لا يحبها الناس، فمهما تمتع شخص بصفات شخصية جميلة إلا أن الناس يتناسون تلك الصفات والميزات الجميلة مقابل أن ذلك الشخص كثير الكذب، فلا أحد يصدق كاذباً بل يعتبرونه كإنسان مريض بالكذب ويشكون في كل كلامه، أما الكذب الأبيض فهو من الممكن أن يباح في حالة الإصلاح بين الزوجين أو في حالة الحروب، فيما عدا ذلك لا تقول إلا الحق الحق فقط، ولا تظن أن الكذب نوع من الذكاء الإجتماعي، بل عليك الحفاظ علي قول الحقيقة كي تستطيع كسب ثقة الناس فيك، وحافظ علي وعودك ولا تعد أحداً إلا إذا كنت متيقناً بإنك سوف تفي بوعودك، كن صادقاً ونزيهاً في تعاملك مع الناس، دافع عما تؤمن به بقوة، كن شجاعاً للدفاع عن أفكارك ومعتقداتك ولا تفرط في مبادئك، فإذا كان التجمل أمام الناس يجعلهم يعجبون بك، فإن الصدق يجعلك تفوز بقلوب الناس بل سيجعلهم يلبون لك ماتطلبه، وتكسب إحترامهم لك، بل من الممكن أن يتغاضوا عن بعض الأخطاء الصادرة منك.
المراجع:
- عيوب الشخصية، كيف تتخلص من عيوب شخصيتك، يوسف الأقصري (2001)، مكتبة اللطائف للنشر والتوزيع، القاهرة.
- 25 شخصية لا تطاق ، يوسف أبو الحجاج الأقصري، عصير الكتب، دار الحرم للتراث، القاهرة.
تعليقات
إرسال تعليق