في بعض الأوقات عند التحدث مع شخص ما سواء صديق او قريب، نشعر بشعور داخلي بإنه يكذب علينا، أو الشعور بأن هناك شيء غير صحيح، أو إننا لا نشعر بالإرتياح معه في الحديث دون معرفة أسباب هذا الشعور، عامة نحن نقابل الشخص الكذاب يومياً أو نقوم نحن بالكذب علي الآخرين- مع العلم ليس هناك شيء إسمه كذب أبيض- والكذب ليس بالضرورة يستخدم للتغطية علي جريمة، ربما يكون الكذب حتي لانجرح مشاعر الآخرين كرأينا في أسلوب ملابسه، او تسريحة شعره، وليس بالضرورة أن الشخص الكاذب هو مجرم.. بل هو شخص عادي مثلي ومثلك، ولدينا موروث ثقافي أن ليس كل الكذب مضر، مثل المجاملات التي يقدمها شخص لآخر، أو التعذر لتأخير الشخص عن ميعاد عمله فيختلق الأكاذيب حتي يصدقه مديره في العمل.
أساليب الكاذب في المراوغة، وكيف يمكنك إكتشافه بسهولة والتعامل معه
والغريب أن جميع الأشخاص ضعاف في إكتشاف الكذب، علي الرغم من وجود بعض الأعراض التي تساعد في إكتشاف الكذاب سواء إن كان من الأقارب أو من الإصدقاء، أو زملاء العمل، أو شريك الحياة، من خلال بعض المؤشرات والدلائل علي الكذب، وفي الواقع أنت تستطيع إكتشاف الكذب بسهولة ولكنك لاتستطيع فعل أي شيء للشخص الكاذب لتمنعه من الكذب، أولتمنعه من الكذب عليك، لذلك عليك أن تتقبل فكرة كذبه عليك في بعض الأوقات، بحيث لا تسمح لنفسك أن يصل بك الأمر وتصبح شكاكاً أو مهووساً، وأفضل شيء يمكن أن تفعله لنفسك هو التعرف علي السلوكيات الصعبة وتفهم التغييرات الطفيفة في الكلام ومعدل الصوت حتي تحمي نفسك من الكذب، مع ملاحظة للغة الجسد والحركات والتعبيرات، ومع إكتسابك لتلك المهارات لن تقع ضحية للكاذب، وستفيدك عند التعامل مع الخادمة أو من يبيع لك خدماته، والإصدقاء والأقارب.
ما هي المراوغة:
المراوغة هي الأسلوب الغير مباشرللخداع والكذب، والشيء الوحدي الذي يحد من قدرة الشخص علي الخداع هو قوة خياله، والمراوغة لا تتطلب مجهود عقلي كبير للكاذب، وكل ما علي الكاذب حتي ينجح في كذبه هو تذكر كل ماسبق من كذب، وأن يبتكر أكاذيب جديدة مسايرة للأكاذيب السابقة وأن يترك نهاية الأكاذيب الجديدة مفتوحة لأنها قد تحتاج إلي تغيرات أوإضافة علي حسب الموقف ومتطلباته، وقد يوصل الكاذب معلومات حقيقية تعتمد علي الحقيقة حتي يمكنه أن يسيطر علي المعلومات الهامة، مع حذفه إلي بعض المعلومات الهامة أيضاً، بل ينتقي الكاذب مايقوله من كلام لمستمعه بعناية بحيث يعلمه ببعض الحقائق فقط وتركه لبعض الحقائق الآخري ليفترض المستمع الباقي، أو بمعني آخر حتي يستنتج المستمع إستنتاج خاطئ علي حسب ملحوظاته وبالتالي تم خداعه ومراوغته.
المراوغة في العلاقات العاطفية:
للأسف إن في بعض العلاقات العاطفية يوجد فيها أساليب للكذب والمراوغة، باستخدام الكلام الممنق الجميل الذي يجبر الضحية علي تصديقه ويشعر بإنه فعلا شخص مميز لديه ولايمكن أن يخدعه، فالشخص المراوغ شخص مخادع بارد لايبالي بمشاعر الآخرين بهدف الوصول إلي هدفه ويستطيع خداع الآخربوعوده الكاذبة التي لايتلزم بها نهائياً بل سيراوغ للتنصل منها.
كيف يمكن التعامل مع المراوغة:
ليس سهل علي كل مستمع إكتشاف المراوغة والكذب، ولكي تستطيع إكتشاف المراوغة ليس عليك سوي الإعتماد علي المنطق وليس الملاحظات التي تحدد الكذب، بحيث تحدد العناصر المفقودة عند إنتقال الكاذب من إحدي النقاط إلي نقاط آخري، سيكون الأمر واضحاً أمامك بإنه لايقدم القصة كاملة، وعليك ألا تفترض أو تستنتج أي شيء من كلامه، لإنه كل مايريده هو أن تصل إلي افتراضات غير صحيحة، كما يجب عليك أن تسأله عن كل عنصرغامض لديك اوغير مكتمل، وأن تستخرج المعلومات منه تدريجياً وألا تثق في كلامه وتصدقه سوي فيما تأكدت إنه صحيح.
ومن الذكاء عليك أن توجه له أسئلة مباشرة واضحة وأسئلة غير مباشرة فسيضطر الكاذب الإستمرار في الكذب عليك عند الإجابة، أو يصبح أكثر وداً في مشاركة بعض المعلومات.
لماذا يلجأ الكاذب إلي المراوغة؟
يلجأ الكاذب إلي المراوغة لهدفين أساسيين:
الأول: يميل إلي تضليلك في بعض المعلومات لبعض الأحداث التي وقعت في الماضي، وبذلك يبعدك عن معرفة الحقيقة.
الثاني: يأمل الكاذب في تحقيق بعض الأهداف الغير معروفة لديك.
في الحالة الأولي يستخدمها الشباب للكذب علي والديهم حتي لايكتشفوا مايفعلوه الشباب من أفعال طائشة متهورة غير مسؤولة بحيث لا تدمر صورة الشباب في نظر والديهم، اولكي يتنجب العقاب، كما إنها وسيلة يستخدمها الإصدقاء عندما يخشي أحدهم من إحتِمال حدوث توتر في الصداقة مستقبلاً، أو ربما شخص خائف علي علاقته الأسرية والزوجية من التفكك.
اما الحالة الثانية يخطط الكاذب لخداعك ليس من شأن شيء فعله بالماضي بل بسبب شيء يفعله الآن أو مخطط له أن يفعله فيما بعد، وهو بذلك لديه أهداف واضحة ولايريدك أن تعرفها، فلربما لو عرفت ذلك الهدف لأفسدت مخططه، لذلك هو يبذل كل الجهد ليخدعك و تصدقه، او تصدق ماتراه أوما تتوقع أن يحدث.
مواضيع ذات صلة:
السلوك اللفظي:
وعادة ماتكون الدلائل اللفظية أكثر وضوحاً للشخص الكاذب، ويمكن تقسيم السلوك اللفظي إلي ثلاث أقسام وهي: نوعية الصوت، وضوح الصوت، محتوي الحديث.
نوعية الصوت:
تتكون نوعية الصوت من ثلاث مكونات وهم: طبقة الصوت، حجم الصوت، معدل سرعة الكلام، وغالباً ما يسبب التوتر والقلق والضغوط النفسية علي نوعية واحدة علي الأقل من مكونات الصوت، وهي بالطبع لا تكشف عن المخادع الكاذب بل توضح لنا مدي وقوع الشخص تحت وطأة الضغوط النفسية المختلفة، والتغير الذي يحدث في إحدي تلك المكونات ماهي إلا إستجابة إنفعالية.
حجم الصوت:
يدل حجم الصوت علي مستوي الداخلية للمتحدث، فمثلا الصوت العالي يدل علي إنفعال المتحدث، او الخوف أوالغضب، وعامة الصوت العالي هو إستجابة للغضب، او يستخدم كاشارة علي مستوي الإحباط لدي الشخص صادق يشعر بأن الآخرلا يصدقه، كما أن مستوي الصوت المنخفض يدل محاولة الشخص التقليل من التركيز علي موضوع ما، وقد يدل الصوت المنخفض علي الحزن والإكتئاب.
وضوح الصوت:
عامة إن طبقة الصوت لها مدلول كبير..فمثلا الشخص الذي يتكلم بطبقة صوت مرتفعة، فهذا يدل علي أن المتحدث له إستجابة داخلية قوية كالشعور بالغضب، أو الإحباط، أو محاولة المتحدث للفلت الأنظار إليه، أويريد المتحدث الشعور بمن يهتم بما يبديه من ملاحظات.
تعليقات
إرسال تعليق