سمات الشخصية السيكوباتية (المضادة للمجتمع) ومدي شيوعها في مجتمعنا

الشخصية السيكوباتية هي شخصية غير سوية، وهي من الشخصيات الصعبة التي يتعامل معها الطب النفسي، وهي تقوم علي دوافع لاشعورية، أي إن المريض السيكوباتي لا يري غرابة في تصرفاته وأخلاقه، فمن الممكن أن يكرر نفس أخطاءه دون أي شعور بالذنب أو اللوم، كما يشعر بتميزه بالذكاء عن أي شخص آخر، وتميل الشخصية السيكوباتية إلي إيذاء الغير والتلذذ بها، فهذ الشخصية تعتبر مريضة تظهر من خلال سلوكه الانفعالي، بدون علامات تدل علي مرض عقلي.

هي شخصية جيدة في الظهور بالمظهر الساحر الذي يجذب إليه الأشخاص من حوله، أي يجيد التصنع والكذب وخاصة عن إعتناقه لأي فكر إجتماعي أو ديني أوإقتصادي غير مقبول، فهو يميل إلي المشاغبة، وفاشل في الزواج اواستمرار الزواج، او في المهنة، فهو ينتقل من زوجة إلي آخري، ومن مهنة لاخري، ومع ذلك نجده يقوم بكل الأعمال غير المشروعة إجتماعياُ وقانونياٌ مثل الاختلاس والتزوير لا مبالي للرداع القانوني، أعمال نصب والإحتيال، إدمان المخدرات، والكحول..وغيرها.

كما يفتقر إلي الضمير أو حتي التعاطف مع الآخرين، ويريد أن يحصل علي حقه بأي طريقة دون الاهتمام لمصلحة الآخرين أومشاعرهم، وتستطيع الشخصية السيكوباتية أن تصيد فريستها بإدعاء الصدق والامانة من اجل تحقيق هدفه، يكره تحمل المسؤولية ويتهرب منها، كثير الاستهتار، يتصرف بإستعلاء وتكبر، يميل إلي العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.

إن أسباب تكوين الشخصية السيكوباتية ليست من فراغ، لذا يجب الرجوع إلي أسباب نشأة هذه الشخصية منذ الطفولة، و قد إختلف عليها الباحثون، ويري بعض الأطباء أن سبب نشأة تلك الشخصية يرجع إلي (الوراثة) ولاسباب محددة مثل: صعوبة علاج تلك الحالة، وقد يبدو سوء التوافق بين افراد اسرته يرجح بإنها وراثة، اكتساب الطفل لسلوكيات السيكوباتية من الوالدين(في حالة وجود أحد الوالدين سيكوباتي)، وهناك رأي لاسباب ظهور الشخصية السيكوباتية بإنها ترجع لاسباب إجتماعية وبيئية خاصة مانراه مسجلاً خطراً اليوم كان في يوم  من الأيام ضحية مؤامرة أو ظروف صعبة، أو أن السيكوباتي يعاني من اضطربات نفسية آخري.

الذي لا صديق له طالما سيقف عقبة في طريق تحقيق أهدافه.

ونجد الشخصية السيكوباتية منتشرة بالرجال اكثر من النساء، بمعدل 1-3 تقريباُ، وتبدأ سمات هذه الشخصية في الظهور عند سن المراهقة، وتستمر اعراض تلك الشخصية مدي الحياة.

هناك عدة علامات تدل علي إنك تتعامل مع شخصية سيكوباتية والتي يمكنك ملاحظتها بسهولة مثل:

الشخص السيكوباتي غير متعاطف مع الآخرين بالمرة، ولذلك تشعر بإنه شخص قاسي لايعطي إهتمام للآخرين مهما مروا بظروف صعبة ولايشعر بآلآمهم، ويعنقد بأن كل العالم ضده، لذلك من يبذل مجهوداً كبيراً لإشباع إحتياجاته وحقوقه لإعتقاده إنه يستحق ذلك .

فالشخص السيكوباتي لايهتم بالآخرين ولا لديه القدرة في مواساتهم، فكل إهتمامه منصب علي ذاته فقط.

عندما يقع السيكوباتي في خطأ ما لايعترف علي نفسه بل لايلوم نفسه، ومن الممكن أنيقع في نفس الخطأ مرة آخري، ويلوم الآخرين علي هذا الخطأ بدلاً من لوم نفسه، ولايستطيع أن يتعلم من خطأه، اويحاول تغير من نفسه.

كأنه يعيش في كوكب آخر، فهو يعيش عيشة مليئة بالكذب والنفاق، ويستطيع السيكوباتي أن يعيش الوهم ويصدق نفسه حتي يتمكن من إستغلال الآخرين، حتي وإن كشف كذبه فإنه لن يتوقف عن الكذب بل يستطيع بمنتهي السهولة التحجج بأعذار وهمية خيالية يصعب علي المستمع له أن يصدقها... لكنه يصدق نفسه بكل ثقة.

من صفات الشخصية السيكوباتية هي الفخر والإعتزاز بنفسه(نرجسي)، الذي قد يصل إلي جنون العظمة.

الشخصية السيكوباتية لايثق في الآخرين، فمن الصعب أن يحب، وبدلاً من ذلك فهو يتمركز حول ذاته، ويتصيد الأخطاء للمقربين له لاثبات نفسه بإنهم خائنين لايستحقون حبه وإهتمامه.

أجريت بعض الدراسات العلمية علي مجموعة من الأطفال الذين تم تحويلهم للمؤسسات إعادة التأهيل بسبب إرتكابهم لبعض جرائم السرقة والتشرد والهروب من منزل الوالدين بالإضافة إلي تمردهم علي والديهم وعدم طاعتهم، كما إنهم يفتقروا إلي الشعور بالذنب أو المسؤولية عن إرتكابهم لجرائم ارتكبوها سابقاً، وغالبا إنهم لم يتعرضوا للتأديب من الوالدين حيث تعتبر التنشئة الإجتماعية لها التأثير القوي من ناحية التأديب وتعليم الطفل.

كما توصلت الدراسات إلي هؤلاء الأطفال يتسمون بالعناد والتشبث بآرائهم الخاطئة، ويتوقعون بإنهمسيحصلون علي مايريدون من المجتمع، وعندما يفشلون في الحصول علي مايبغون فإنهم يثورون وينفذ صبرهم ويتحولوا لمرحلة الشعور بالحقد والضغينة والإحساس بالظلم، وعلي الرغم من كم الدراسات العلمية عن الأطفال السيكوباتيين إلا يمكن القول أن المسببات المرضية للسيكوباتية غير معروفة بدرجة واضحة.

للأسرة دور هام في إكتشاف الشخصية السيكوباتية ومساعدتها للذهاب للعلاج عند الطبيب النفسي، ومتابعة سير العلاج.

ويقوم المعالج النفسي بتدعيم المريض وكسب ثقته، حيث يمكن تفريغ انفعالات المريض وفهم سلوكه.

يتم الاعتماد علي أدوية مضادة للإكتئاب ومضادات للذهان.

وينصح الأطباء النفسيين بانك عندما تجد شخص يتسم بصفات الشخصية السيكوباتية، بأن تجعل علاقتك معه سطحية، ولاتظهر له بمظاهر الضعف لانه يتلذذ بظلم الآخرين، وان تحاول ايقاظ ضميره عن طريق الوعظ الديني له.