الضغط النفسي وقلق الطالب في فترة الدراسة والامتحانات

dr.sola
المؤلف dr.sola
تاريخ النشر
آخر تحديث

 يهتم الكثير من علماء النفس والبحوث التربوية المختلفة بموضوع القلق اثناء الامتحانات وكيفية تجنبها، فالطالب يشعر بالخوف والرهبة مع إقتراب موعد الإمتحانات مما يسبب في اضطرابات سلوكية نتيجة لهذا الشعور ويؤثر علي تفوقه وتحصيله الأكاديمي.

                    الضغط النفسي وقلق الطالب في فترة الدراسة والامتحانات

   سوف نتعرف في هذه المقالة عن الضغط النفسي الذي يتعرض له الطلاب أثناء فترة الدراسة والإمتحانات، واهم الطرق التي تعالج القلق وتخفيفه من علي عاتق الطالب مع معرفة الأسباب التي تؤدي إلي شعور الطالب بالتوتر والقلق.
                                        
الضغط النفسي وقلق الطالب في فترة الدراسة والامتحانات
الضغط النفسي وقلق الطالب في فترة الدراسة والامتحانات

ما معني الضغط النفسي؟

الضغط النفسي هو مجموعة من التأثيرات الداخلية والخارجية التي تؤثر علي الكيان النفسي للفرد مع شعوره بالإختناق والقلق، وتزعزع توازنه مما تسبب صعوبة في التكيف النفسي له وتتجاوز قدراته في مواجهة وحل المشاكل التي تعترض مسار طريق حياته.

الطالب تحت الضغط النفسي:

هناك بعض الضغوط النفسية الذي يقع علي الطالب بالمدرسة مثل العقاب البدني والنفسي، ويلزم علي الطالب التحمل والتعايش مع تلك الأساليب التي تتبع في معظم المدارس، لأن حضوره للمدرسة محكوم تحت السياسة التعليمية والغير واردة للمجادلة والنقاش، ومن هنا يكون الطالب خاضع تحت الضغوط النفسية، وحدوث بعض المشاكل مع المعلم، كما يعمل الضغط النفسي علي الطالب علي تعطيل مراكز الخلايا الدماغية المسؤولة عن الذاكرة والتي بدورها تؤدي إلي عدم تحديد الطالب لأولوياته وتنظيمها، كما تؤدي الضغوط النفسية للطالب لردود أفعال جسدية تظهر في تقلص في المناعة، انسداد في شريان الدم وإرتفاع ضغط الدم، بالإضافة إلي سهولة إصابة الطالب بالأمراض الجسدية والعضوية، وللضغوط المدرسية لها تأثيرها علي قوة البصر للطالب وتقليص عملية التنفس، والتركيز.
وتختلف ردود أفعال الطالب للضغوط المدرسية من شخص لآخر فمنهم من يظهر عدم المبالاة والبعض الآخر من يظهر تفاعلا معها ويواجهه بقوة وتحدي والبعض الآخر يري تلك الضغوط هو مصدر تهديد لحياته، والضغوط الدراسية لا تقتصر علي أسلوب المعلم والمدرسة في سياستها ومعاملتها مع الطالب فقط، بل هناك الضغوط الأسرية علي الطالب كوسيلة العقاب لعدم تحصيل الابن علي علامات مقبولة أو مرضية للوالدين، أو لجوء الوالدين للعنف مع الابن من ضرب والسخرية منه أمام الأقارب والأصدقاء، وكل هذه الأشكال من الضغوط النفسية علي الطالب ليست ذو فائدة للتعلم والتحصيل الدراسي والعلمي للطالب بل يأتي بنتيجة عكسية.

قلق الإمتحانات عند الطالب:

قلق الامتحانات الذي يمر به الطالب والأسرة أيضاً هي عبارة عن حالة نفسية إنفعالية تنشأ من خوف الطالب من الفشل أو الإخفاق في الإمتحانات الدراسية أو الخوف من عدم حصوله علي العلامات المرضية لتوقعات الوالدين أو التي تؤهله إلي الدراسة في الجامعة التي يهدف للإلتحاق بها، وهذا النوع من القلق المرتبط بالإمتحانات يثير الشعور بالإنزعاج والتوتر والخوف وإنشغالات عقلية سلبية قبل وأثناء أداء الإمتحان، وتسبب التشتت وعدم التركيز.

أعراض قلق الإمتحانات:

  • اعراض نفسية تتمثل في خوف، توتر، الشعور بالضيق، توقف التفكير وعدم الشعور بالإرتياح، الأفكار السلبية التي تراود الطالب بعدم إجتيازه للإمتحان، عدم التركيز، فقدان الشهية للطعام، اضطرابات في النوم، الحلم بالكوابيس، توقع الفشل في الإمتحان، كثرة الشكوي، الشرود، تناقص إنتاجيته. 
  • أعراض جسدية تتمثل في آلآم بالمعدة، تسارع نبضات القلب، الشعور بالحاجة للتقيؤ، الإسهال، الصداع، آلآم في الصدر وهي أعراض مؤقتة تنتهي بعد مرور الطالب بالإمتحان.
  • أعراض تجنبية تتمثل في عدم الرغبة في الذهاب إلي المدرسة والدخول للإمتحان، الإنشغال بالإنترنت والتليفزيون تجنباً للمذاكرة والمراجعة قبل الإمتحان.

أسباب القلق عند الطالب:

  • تغير معامل الإبن من قبل والديه والمدرسة والمعلمين وعدم ثبات معاملته يؤدي إلي قلق الطالب.
  • المثالية: حيث يشعر الطالب بتوقعات والديه بتفوق الإبن وإنجازه بالإمتحانات، هذه التوقعات تشكل مصدر لقلق الإبن بسبب عدم قيامه بالدور المطلوب.
  • النفد الموجه من الوالدين للإبن أمام الأقارب والأصدقاء، يجعل الطالب يشعر بالقلق والتوتر وبالشك في قدراته وبالتالي تقل ثقته بنفسه.

أسباب قلق الإمتحان:

  • الإعتماد علي الحفظ دون الفهم.
  • عدم تجنب التفكير بالمشاكل النفسية والإجتماعية.
  • تأجيل المذاكرة وتراكم المواد قبل الإمتحان.
  • قلة ثقة الطالب بنفسه وبقدراته.
  • سيطرة الأفكار السلبية بتفكير الطالب.
ويرتبط قلق الإمتحان بشخصية الطالب وثقته بنفسه وإثبات ذاته، فالشخصية المتوازنة صحياً تستطيع التعامل مع القلق بصورة ناجحة، بينما نجد الشخصيات الأنانية والمدللة أو الخيالية تضطرب وتتوتر بشكل دائم، كما أن هناك علاقة قوية بين قلق الإمتحانات والظروف الأسرية والشخصية والضغوط المختلفة التي قد يتعرض لها الطالب أثناء أوقات الإمتحانات، فجو البيت المشحون بسبب الإمتحانات وتضخيم الأمور للوالدين والحديث المستمر طوال الوقت عن الإمتحانات والمذاكرة تعتبر كلها ضغوط علي الأبناء، مما يستدعي مراجعة الأهل والجميع في موقفهم وتحسين الأفكار الخاطئة المخيفة التي تسبب الخوف والقلق للأبناء أثناء فترة الإمتحانات، وضرورة تجهيز الأبناء لفترة المراجعة والمذاكرة والتدريب علي الإمتحانات بشكل كاف حتي يتجنب الطالب رهبة الإمتحان.

صفات الطالب الذي يعاني من قلق الدراسة والإمتحانات:

  • يسبب الفشل الدراسي للطالب شرخ في نفسيته كحدث مشين ومخجل أمام الجميع.
  • تكرار هذا الفشل يؤدي إلي تدمير شخصية الطالب.
  • الفشل الدراسي للإبن يسبب قلق كبير لوالديه اللذان يعتبران ان الفشل هو تدمير لمستقبل ابنهم ويؤثر علي تربيتهم له أيضاً.
  • يعتبر النجاح في الإمتحان مرتبط بالقدرات العقلية وجدارة الطالب في التقدم.

الآثار المترتبة علي قلق الإمتحانات:

  • يعمل القلق علي إعاقة التحصيل الدراسي علي مختلف مستويات الطلاب.
  • زيادة نسبة القلق عند الطالب يؤدي إلي تدن مستوي التحصيل الدراسي، كما يؤثر بالسلب علي ذاكرته وإنتباهه.
  • إستدعاء المعلومات ومحاولة تذكرها يتأثر كثيراً بمدي قلق الطالب من الإمتحان.
  • إعتقاد الطالب بإنه قد نسي ماتعلمه خلال العام الدراسي.
  • صعوبة بعض الأسئلة التي لا تراعي الفروق الفردية بين الطلاب.
  • الشعور بعدم مناسبة وقت الامتحان للإجابة علي الأسئلة.
       مواضيع ذات صلة:
أسباب الضغوط النفسية وردود الفعل المختلفة في مواجهتها.                                    


الضغط النفسي وقلق الطالب في فترة الدراسة والامتحانات
الضغط النفسي وقلق الطالب في فترة الدراسة والامتحانات

كيفية تجنب الطالب للضغوط النفسية:

  • في بادئ الأمر يجب علي الوالدين تهيئة جو المنزل الهادئ لمساعدة البن علي التحصيل والمذاكرة.
  • تجنب الوالدين الضغط علي الأبناء للمذاكرة وإلقاء ألفاظ سلبية تؤثر علي نفسيتهم.
  • شرح للابن ان مسألة النسيان هي مسألة مؤقتة نظراً لشعوره بالقلق، وبعد دقائق ثم سيستعيد ذاكرته ويستطيع إجابة الإمتحان.
  • تغيير اسلوب المذاكرة الغير مرغوب به، وتعليم عادات إيجابية سليمة تساعد الطالب علي المذاكرة مثل عمل رسومات معينة مرتبطة بموضوع المادة التي ينساها الطالب سريعاً.
  • التدريب المستمر علي الطريقة المناسبة لإجتياز الإمتحان وإتباع الأساليب الفعالة عند المذاكرة للابن.
  • إكتساب الطالب مهارة المراجعة بتركيز لاستعادة المعلومات بسهولة.
  • وضع مذاكرة المادة الصعبة مع مذاكرة المادة السهلة.
  • وضع ألوان محددة علي النقاط الهامة.
  • تجنب التشتيت الذهني والتركيز في النذاكرة.
  • تدوين أكثر النقاط أهمية لكل مادة.
  • تجنب شرب الشروبات التي تحتوي علي الكافيين مثل القهوة والشاي واستبدالها بمشروبات صحية وطبيعية.
  • تجنب السهر لوقت طويل حتي يرتاج الجسم وعدم إرهاقه.
  • التدريب علي الاسترخاء الذي يساعد بدرجة كبيرة علي القضاء علي القلق والتوتر.
  • أثناء أداء الإمتحان: الحرص علي كتابة البيانات كاملة وإتباع تعليمات اللجنة، الحرص علي الكتابة بخط واضح ومرتب والاهتمام بنظافة ورقة الإجابة، حسن إختيار الأسئلة التي سوف يقوم الطالب بالإجابة عليها.
  • كما لدور المدرسة كبير في تجنب الطالب لقلق الإمتحانات من خلال تعاون المعلمين مع الطالب والمشاركة في تدعيم الطالب في أنشطة المدرسة والتعاون الجماعي بين الطلاب والمعلمين وإدارة المدرسة لتصبح المدرسة مكان مريح للطلبة تربطهم أهداف مشتركة بدون هموم أو ضغوط بل العمل علي تحقيق هدف واحد هو نجاح الطالب وإجتيازه للإمتحانات بتفوق الأمر الذي ينعكس علي الصورة الإيجابية للمدرسة في المجتمع.
                                
                                                             

تعليقات

عدد التعليقات : 0