تعتبر الشيخوخة هي المحطة الأخيرة في حياة الإنسان، فهي مرحلة طبيعية للإنسان وسوف يمر بها كل فرد، وحلم كل إنسان أن يعيش شيخوخته دون أمراض أو تغيرات جسدية وعقلية، والمحافظة علي أنسجة الجسم والأعضاء لآخر العمر، فلنتعرف سوياً علي مراحل الشيخوخة وأهم الأمراض التي تنتشر في تلك المرحلة.
ماذا تعلم عن مراحل الشيخوخة المختلفة، وكيفية تأخيرها
مرحلة الشيخوخة هي مرحلة طبيعية تنتج نتيجة للتغيرات البيولوجية للإنسان، والتي تبدأ من مرحلة البلوغ إلي آخر العمر، ومع التقدم العلمي والتكنولوجي أصبح هناك سبل لتأخير علامات الشيخوخة والتقدم بالعمر من خلال إبتكارات في مجال العناية بالبشرة والهرمونات والإهتمام بتناول الغذاء الصحي السليم، وأصبح الكثير من الناس يهتمون بتأجيل علاماتها والحفاظ علي الشباب والحياة لفترة طويلة من العمر.
 |
| ماذا تعلم عن مراحل الشيخوخة المختلفة، وكيفية تأخيرها |
مراحل الشيخوخة هي:
1- العمر الإجتماعي: وهو يرتبط بمدي علاقات المسن بالآخرين وتوافقه معهم، وأدواره الإجتماعية.
2- العمر الزمني: وهي تنقسم إلي أربعة مستويات وهي:
- المستوي الأول: فترة ماقبل التقاعد من العمل وهي مابين 55- 65.
- المستوي الثاني: فترة التقاعد وتبدأ من عمر 65 عاما، حيث الإنفصال عن دوره المهني وبدا مرحلة التقاعد بالمنزل وما يصحبها من تغيرات كثيرة مثل النواحي الذهنية والنفسية والإجتماعية.
- المستوي الثالث: هي الفترة مابعد 70 عاما حيث يحتاج المسن للإعتماد علي الآخرين بسبب الضعف البدني والذهني.
- المستوي الرابع: هي فترة العجز التام والمرض واستقبال الموت.
3- العمر السيكولوجي: ويستخدم هذا المقياس لتحديد الشيخوخة النفسية، ويعتمد ذلك المقياس علي جملة الخصائص النفسية للمسن والتغيرات التي تحدث في سلوكه.
احتياجات المسنين:
وتتلخص احتياجات المسنين في:
- يحتاج كبار السن او المسنون إلي ما يوجههم لكيفية المحافظة علي صحتهم وكيفية إتباع أسلوب في المعيشة مناسبة للتقدم في العمر لتفادي الإصابة بالأمراض والوقاية منها، كما يحتاجون لتأمين موارد المعيشة عن طريق المعاشات والرعاية الطبية.
- المسنون يحتاجون إلي فهم أنفسهم ومعني التغيرات التي تحدث في قدراتهم الجسمية والعقلية والتي تنعكس علي نفسيتهم ومكانتهم الإجتماعية حتي يدركوا هذه التغيرات ويتحقق لهم التكيف الإجتماعي.
- كما يحتاج المسنون إلي توفير علاقات إجتماعية داخل الأسرة وخارجها، والفضاء علي فكرة أن كبار السن لا فئة غير منتجة ولا ليست لها قدرات يمكن تنميتها، الأمر الذي يؤدي إلي شعور المسنون بالإحباط والنقص والذي يؤدي إلي الإصابة بالأمراض النفسية والجسدية.
- الحاجة إلي الشعور بالأمان والتقدير والعطف، فهو يحتاج إلي الشعور بالمحبة والألفة بمن حوله، وإنه ذو نفع للجماعة، فكثراً ما يشعر المسن بالعزلة والوحدة خاصة بعد فقد رفيق العمر وإبتعاد المقربين له وإفتقاد الأصدقاء بالإضافة إلي الشعور بالفراغ خاصة بعد مرحلة التقاعد وفقد الوظيفة.
- الحاجة إلي تأمين مورد مالي يستطيعون العيش به بكرامة.
أكثر الأمراض إنتشاراً في مرحلة الشيخوخة:
تتمثل الأمراض الأكثر إنتشاراً بين المسنين في الأمراض المزمنة وضعف بنية جسد كبار المسنين والقدرة علي مقاومة تلك الأمراض ومنها:
- مرض الأوعية الدماغية والدموية: ينتشر مرض الساكتة الدماغية بين كبار السن لإصابة الشرايين الدماغية بأضرار كبيرة نتيجة لتضيق الشرايين وتقلصها بالدماغ والذي يؤدي بدوره إلي تلف بعض خلايا الدماغ، او خلل وظيفي لبعض أجهزة الجسم التابعة للمناطق المتضررة بالدماغ، مما ينتج عنه اضطرابات في الكلام، الشعور بالدوار، الضعف العام ثم الوفاة.
- أمراض القلب: كترسبات الدهون بالجسم والكوليسترول، ضيق شريان القلب، وتزيد خطورتها عند مصاحبة تلك الأمراض بأمراض السكري وإرتفاع ضغط الدم خاصة مع قلة حركة المسن مع التدخين، والذي ينعكس علي ضعف قدرة القلب في ضخ الدم إلي جميع أجهزة الجسم.
- مرض السكري بالدم: وهويحدث نتيجة خلل في إفراز الأنسولين بالبنكرياس لزيادة نسبة السكر في الدم، بالإضافة إلي السمنة والاستعداد الوراثي الذي يساعد علي الإصابة بمرض السكر.
- الإصابة بالسرطان: يعد مرض السرطان من أكثر الأمراض المسببة للوفاة لكبار السن في الآونة الأخيرة، وينتشر مرض سرطان الثدي عند المرأة وسرطان الرئة لدي الرجل بسبب مشاكل التدخين، كما تختلف أنواع مرض السرطان من شخص لآخر ولأسباب عدة مثل التعرض للشمس لوقت طويل، الجلوس الكثير، أمراض السمنة وغيرها من الأسباب.
- إلتهاب بالمفاصل: وهو خلل بعظام الهيكل العظمي الذي يرتبط بالتهاب عظمة المفصل عند الحركة لأسباب وراثية.
- إرتفاع ضغط الدم: ويرجع الإصابة بمرض ضغط الدم إلي عدة أسباب منها الإستعداد الوراثي، الضغوط النفسية، نسبة إرتفاع الملح في الغذاء، السمنة.
تأثير البيئة والوراثة في عملية الشيخوخة:
يحمل الإنسان كل الصفات والخصائص التي إكتسبها من والديه والتي تحدد كيمياء جسمه والتفاعلات الحيوية إلي جانب لون عيونه ووزنه ونوع شعره وغيرها من الخصائص، ومن تأثيرات البيئة علي خلايا الجسم هو مصادر الطاقة من الطعام والاوكسجين وعند حدوث أي خلل في هذه العناصر تؤثر علي خلايا الجسم وطاقته، كما أن الإنسان له دور في إنشاء بعض الظروف التي تعمل علي إسراع عملية الشيخوخة مثل التدخين وتناول المخدرات والخمور المختلفة التي تضر بأنسجة الجسم ويصبح الشاب يشيخ في مرحلة مبكرة من العمر، كما أن هناك بعض العوامل البيئية التي تؤثر علي الإنسان مثل الاشعاعات الصادرة من الأجهزة المستخدمة في حياتنا اليومية مثل التلفزيون والتليفون المحمول التي تؤثر علي وظائف خلايا الجسم علي مدار سنوات طويلة.
كما أن التعرض لبعض الاضطرابات النفسية مثل الحزن والقلق والإكتئاب لا تؤثر علي أعضاء الجسم فقط بل يمتد تأثرها علي جهاز مناعة الإنسان وتغير كيمياء الجسم فيقل نشاطه وتنخفض كفائته.
والتغيرات التي تصيب الجسم تتمثل في:
1- الجهاز العصبي: تظهر بوضوح في ردود الأفعال البطيئة وقد يعاني المسن من إرتعاش في الأيدي وتباطؤ في الإستجابة للمؤثرات المختلفة.
2- تغيرات في الحواس: تتمثل في ضعف السمع والبصر والمذاق لكبار السن.
3- التنفس: يجد كبار السن صعوبة في التنفس وأحياناً يشعر بضيق في التنفس.
4- الجهاز التناسلي: حيث تنقطع الدورة الشهرية للمرأة وتقل الخصوبة لدي الرجل.
5- الجهاز الهضمي: حيث تقل حركة المعدة الأمر الذي يؤدي إلي حدوث الإمساك وتتناقص شهية الطعام.
6- القلب: يقل نشاط القلب في دفع الدم للجسم كما تقل مرونة الأوعية الدموية مما يسبب تصلبها وإرتفاع ضغط الدم.
7- العضلات: مع قلة الحركة والنشاط يشعر كبار السن بصعوبة في تحريك المفاصل كما تضعف صلابة العظام.
8- جهاز مناعة الجسم: يقل مقاومة جسم المسن أو كبار السن للأمراض بسبب ضعف المناعة وبالتالي يكون عرضة سريعة للإصابة بالأمراض المعدية.
كيفية مساندة كبار السن والمقبلين علي مرحلة الشيخوخة:
هناك بعض الأساليب التي يمكن مساندة كبار السن والقضاء علي الشعور بالوحدة والإنعزال منها:
- الإستفادة من خبرات المسنين الحياتية والمهنية لإعطاءه الشعور بقيمته في الحياة.
- عقد جلسات أسرية مع كبار السن والإستماع بالذكريات السعيدة معهم.
- العمل علي تنشيط القدرات العقلية والذهنية بمناقشاتهم بالأمور الحياتية والقضايا المجتمعية ليشعر كبار السن بمجتمعهم.
- إظهار الإحترام والتقدير لكبار السن لتنمية الشعور بالإستقرار النفسي.
- تشجيعهم علي أداء العبادات الدينية وشعائره علي إختلاف إنتمائهم الديني.
- التواصل مع مؤسسات المجتمع المدني المختصة لتطوع المسنين، حتي يخرج من عزلته وآلآم الوحدة.
- تجنب توجيه النقد والكلمات السلبية لكبار السن لما ينعكس علي حالته النفسية.
- تدعيم الشبكة الإجتماعية الخاصة لكبار السن من خلال التواصل مع أصدقائه ومعارفه.
- مشاركة المسنين في إتخاذ القرارات الهامة للأسرة لتوكيد الذات لديهم.
- شغل أوقات الفراغ للمسن عن طريق ممارسة هواياته المفضلة أو تشجيعه علي قراءة كتاب ما ومناقشته فيه.
- توكيل بعض المهام البسيطة للمسن علي أن تكون مناسبة مع قدراته الحركية والعقلية.
.jfif "ماذا تعلم عن مراحل الشيخوخة المختلفة، وكيفية تأخيرها") |
| ماذا تعلم عن مراحل الشيخوخة المختلفة، وكيفية تأخيرها |
تجربة الصين في الإهتمام بكبار السن:
توصلت الصين إلي فكرة الإقتصاد الفضي تعبيراً عن كبار السن بإعتبار لون شعرهم يميل إلي اللون الفضي، والتي تهدف إلي تشغيل الإيدي العاملة المهرة فنياً من كبار السن، حيث يشكل فئة المسنين أو كبار السن نسبة حوالي 14,4% من تعداد السكان، حيث تقدمت الصين في السياسيات الصديقة لكبار السن خاصة من خلال الصعوبات التي تواجه المسنين في الحياة مثل إنتشار الفقر بينهم وإنعدام مستوي الدخل المادي لديهم.
مواضيع ذات صلة:
كيف يمكن محاربة وتأخير مرحلة الشيخوخة:
يمكن محاربة وتأخير مرحلة الشيخوخة باتباع بعض الأساليب منها:
1- الحركة الدائمة:
وينصح الأطباء دائماً بممارسة الرياضة والحركة الدائمة التي تساهم في تأخير الشيخوخة، لأن الحركة الجسدية وممارسة الرياضة تحمي الجسد من الكثير من الأمراض مثل السرطان والوقاية من أمراض القلب والضغط، ويعمل علي تحسين النوم، والحد من اضمحلال عضلات الجسم.
إذاً فالراحة لكبار السن مرض وممارسة الرياضة البدنية والمران العضلي هو الوسيلة الوحيدة لوقف ضمور الأنسجة وتعمل علي تأخير الشيخوخة وتحسين الدورة الدموية بالجسم.
2- الطعام الصحي:
تناول الطعام الصحي خاصة الخضراوات الطازجة والفواكه يساعد في إطالة العمر وتأخير الشيخوخة وخاصة الإبتعاد عن الأطعمة الدسمة والأطعمة المشبعة بالسكريات هي ضمان وحماية من أمراض القلب وأنواع السرطان، كما ينصح الأطباء التقليل من كمية الطعام لتجنب الكثير من الأمراض التي ترتبط بالتغذية.
3- العمل علي تنشيط الدماغ:
ويقصد بتنشيط الدماغ والذاكرة بالقراءة الدائمة وتبادل الأفكار والمناقشة مع المحيطين والأصدقاء في أمور الحياة عامة، كذلك مزاولة أعمال المنزل، كل ذلك من الأنشطة الدماغية التي تعمل علي تجدد الخلايا العصبية وتساهم بدورها في تأخير الشيخوخة.
4- بعض الأطعمة التي تعمل علي تأخير الشيخوخة وتحسين البشرة:
هناك بعض الأطعمة التي تعزز من صحة البدن وقدرته علي مقاومة الأمراض ومضادة للشيخوخة مثل:
- الفواكه : مثل التوت، الكيوي، الزبيب، الفراولة.
- البقوليات: مثل القمح، البرغل، الفاصوليا، الفستق، الجوز.
- التوابل: الكاري، القرفة.
- منتجات الألبان: الزبادي اليوناني.
