أنواع المخدرات ومشكلة الإدمان

علي مدار سنوات عديدة شهدنا تفاقم كبير لمشكلة إدمان المخدرات، فأعداد مدمني المخدرات في تزايد مستمر في جميع بقاع الكرة الأرضية.

                      أنواع المخدرات ومشكلة الإدمان

                                           
أنواع المخدرات ومشكلة الإدمان


تعتبر مشكلة الإدمان من المشكلات النفسية والإجتماعية التي اهتم بها الباحثون في كثير من دول العالم، وبدأ الإهتمام بها بعد الشعور بمدي إنتشار تلك المشكلة الخطيرة وتداعياتها علي مستقبل البلاد، وقد أشارت منظمة الصحة العالمية أن تناول المخدرات والكحوليات من قبل الشباب والراهقين لشعورهم الزائف بالمتعة والسعادة وفي الواقع إنهم يقبلون علي التعاطي للهروب من مشاعر القلق والإكتئاب كملجأ لهم للشعور بالراحة النفسية، لكنهم يجهلون أن المخدرات تسبب خلل في الشخصية وهو أمرغاية في الخطورة، وتظهر الإنحرافات السلوكية مثل جرائم السرقة والقتل والجرائم الجنسية المختلفة، بالإضافة إلي خلل في العلاقات الإجتماعية والأسرية أيضاً.

ماهي المخدرات؟

المخدرات هي المواد التي تذهب بعقل الإنسان وتضر بصحته وتسبب الإدمان، فإذا توافرت تلك السمات الثلاث في أي مادة فهي تعتبر مخدرات.

المخاطر الإجتماعية والصحية لإدمان المخدرات:

1- التفكك الأسري.
2- نظرة المجتمع لمدمن المخدرات. 
3- شعور بالخوف والقلق بين المحيطين بالمدمن.
4- ضعف التحصيل الدراسي للمدمن.
5- إنطواء وإنعزال المدمن عن المشاركة المجتمعية.
6- إنحراف النشأ.

صفات الشخص المدمن:

أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية إلي وجود صفات خاصة تميز الشخص المدمن عن الشخص العادي مثل:
1- شخص إعتمادي أي يتعمد علي الآخرين في أداء المهام التي يجب عليه أن يقوم بها.
2- شخص إنفعالي ومن السهل إستفزازه.
3- عدم القدرة في مواجهة المشكلات.
4- لايستطيع تحمل مشاعر الإحباط والهم.
5- لايشعر بآلآم الآخرين، ولا يشعر بالذنب.

وأشار أحد علماء النفس إلي أن الإدمان ينتشر بين شخصيات معينة مثل:
1- الشخصية السيكوباتية: وهي الشخصية العنيفة التي لاتبالي بمشاعر الآخرين وتسعي لأهدافها الخاصة حتي ولو كانت علي حساب مصالح الآخرين، فهي شخصية مليئة بالعدوان والحقد والإنحرافات الأخلاقية منذ الصغر.
2- الشخصية المهمومة: وهي الشخصية التي تعاني دائماً، قلقة ومتوترة طوال الوقت ومندفعة.
3- الشخصية الاكتئابية: وهوالشخص المائل للحزن وليس لديه رغبة أو حماس لشيء، فهو يميل لتعاطي المخدرات هروباً من حالة الحزن التي يعاني منها.
4- الشخصية الفصامية: وهي الشخصية الإنطوائية التي تفضل العزلة وتهرب من تجمعات الناس، وتتسم بالخجل الشديد والشعوربعدم الثقة بالنفس.

                                                 
أنواع المخدرات ومشكلة الإدمان

 أنواع المواد المخدرة:

هناك أكثر من تسعين نوع من المخدر، لكن يمكن إرجاع تلك المواد إلي ثلاث أنواع رئيسية وهي:

النوع الأول:

وهو النوع الطبيعي أي مخدرات نباتية طبيعية تتميز يتأثير علي التخدير منها:
1- نبات القات.
2- نبات الخشخاش.
3- نبات الكوكا.
4- نبات القنب.
ويدخل في هذه المجموعة جميع المواد المستخرجة من هذه النباتات دون تغيير فيها سواء بالتكريرأو التصنيع، ومنها:
1- الكوكاين الخام: أي المواد المستخرجة من نبات الكوكا وتستخدم في تحضير الكوكايين.
2- الأفيون: وهي تلك العصارة التيتستخرج من رؤوس أشجار الخشخاش.
3- الحشيش: وله عدة مسميات مثل الماريجوانا في أمريكا، الكيف بالبلاد العربية، الجانجا بالهند.

مواضيع ذات صلة:

النوع الثاني:

وهي المخدرات التخليقية: وهي ذلك النوع الذي لايتدخل في تركيبها المخدرات الطبيعية ولا المخدرات الصناعية، لكنها تتصف بالمواد المخدرة، كما تكون أضرارها نفس أضرار المواد المخدرة الطبيعية والصناعية، كما تؤثر علي الحالة النفسية كمهدئ أومنومأو منشط جنسي، كما يمكن إدمانها بسهولة مع تكرار إستخدامها.
وتنقسم إلي ثلاث أنواع منها:
      ا- مخدرات تؤدي إلي التنبيه.
      ب- مخدرات مهدئة.
     ج- مخدرات تؤدي إلي سرعة الحركة والتفكير.

النوع الثالث:

وهو المخدر الصناعي: وهي التي بواستطها يتم تحويل المواد الطبيعية إلي مواد صناعية عن طريق تكريرها للحصول علي المواد المخدرة ومنها الأفيون الطبي، الكوكايين، الهيروين، المورفين.

هلوسة الإدمان:

كثير مايتعرض المدمن لحالات من الهلوسة البصرية والسمعية ويؤكد المدمن بسماع أصوات الناس، وقد يصرخ مستنجدا بسماعه لأصوات مفرقعات اومسدسات وقد يحاول التخلص من حياته هربا من سماع تلك الأصوات المستمرة، وتستمر تلك الحالة لمدة حوالي الأسبوعين ويكون فيها مكتئباً ومنطوي علي نفسه، وفي هذه الحالة يكون المدمن أكثر قابلية للإصابة ببعض الأمراض المختلفة، وتضعف قدرته العقلية بحيث لا يستطيع تحمل أي مسؤولية!

ما هو تخصص الفريق العلاجي؟

يتكونالفريق العلاجي الذي يتولي علاج المدمن ومتابعة حالته النفسية والصحية والذهنية مجموعة من الأطباء من تخصصات مختلفة ومنهم:
  • الطبيب النفسي.
  • الإخصائي الإجتماعي.
  • الطبيب البشري.
  • الإخصائي النفسي الإكلينكي.
  • المرشد الديني.
  • اخصائي تغذية.
  • اخصائي تأهيل.
  • مرشد التعاطي وهو الشخص الذي سبق له تعاطي المخدرات وتم شفائه بواسطة الأطباء المتخصصين، ويساعد في تقديم خبرته وتجربته التي مر بها خلال مرحلة التعاطي للمدمنين.

 تعامل المجتمع مع مدمن المخدرات:

مما لاشك فيه أن هناك اختلافات بين الدول والآخري في تناول المخدرات أو إدمان شرب الخمرفمثلا ينتشر في أوروبا إدمان شرب الخمر، أما في الولايات المتحدة الأمريكية ينتشر شرب الهيروين وإدمان شرب الخمر، أما شرب الحشيش فهو ينتشر في البلاد العربية، وقد يتساءل الفرد لماذاينتشر إدمان مخدرما في بلاد معينة عن البلاد الآخري؟
في الحقيقة ومن المعتقد ايضاً أن سبب إنتشار إدمان مخدر معين في بلاد معينة يرجع إلي درجة الإشباع النفسي أي لكل مخدر إستجابة طبيعية لطبيعة الشعب، وقد قام العالم النفسي (بيتمان) بتقسيم  اتجاهات الثقافات المختلفة إلي:

1- ثقافات إزدواجية: وهي الحضارت المتناقضة الإتجاهات تجاه شرب الخمر، إذ يسودها إتجاه أن شرب الخمر يؤدي إلي الشعور بالسعادة، لكنه يستنكر في نفس الوقت الإسراف في شرب الخمر والغياب عن الوعي، لدرجة يصبح المواطن في حيرة من ذلك الأمر.

2- ثقافات مفرطة في التهوان: أي تشجع علي شرب الخمر ولا تستنكر الإسراف في شربه.

3- ثقافات ممتنعة: وهي الثقافات الأكثر حزماً في مسألة شرب الخمر، فهي تحرم شرب الخمر نهائياً وتتسم بمشاعر سلبية نحو من يتناول ويشرب الخمر.

وأثبتت البحوث الميدانية أن من أهم أسباب إنتشار المخدرات هو البطالة وقلة فرص العمل حيث لايشعر المواطن بالآمان والطمأنينة هذا بالإضافة إلي الميول الجنسية، وكل هذه الأوضاع تخلق آلآلآف من الضحايا والعاطلين ومن السهل وقوعهم في براثن ادمان المخدرات كهروب من آلآم معاناتهم النفسية.
كما إكتشف أن دول العالم الثالث هم أكثر الشعوب إستخداماً للمخدرات الطبيعية، أما المخدرات التخليقية فهي تنتشر في المجتمعات المتحضرة، وليس معني ذلك أن المخدرات منتشرة في كل بقاع الكرة الأرضية، فهناك بعض البلاد التي لاتستخدم المخدرات علي الرغم من زرعاتها في أراضيها... مما يدل علي عوامل المشكلة لها صلة كبري بالطبيعة الإجتماعية التي تختلف من بلد لآخر.
لذلك علي المجتمع واجبات لمواجهة مشكلة الإدمان للشباب منها:
1- توفير فرص عمل تضمن معيشة كريمة للشباب.
2- التعاون مع الأطباء والمتخصصين في مواجهة ظاهرة إدمان المخدرات.
3- توعية المراهقين والشباب لمخاطر تناول المخدرات بإنواعها.




تعليقات