في هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها المراهق وينتقل من مرحلة الطفولة إلي مرحلة المراهقة، يشعر المراهق بإنه بالغ وإنه شاب كبير، لكن في الحقيقة هو يحتاج إلي وجود والديه معه في تلك المرحلة، ليمنحوا المراهق الإهتمام والتوجيه والإرشاد اللازم، فعلي الرغم من حدوث تغييرات هرمونية للمراهق في جسده إلا إنه يعتبر طفل، ويكون المراهق في تلك المرحلة شديد الحساسية لأي إنتقاد موجه له سواء من أسرته أو من المدرسة، فيفقد الإحساس بالإنتماء لأسرته وللمدرسة ويشعر بالقلق والحيرة لعدم قدرته في التمييز بين الخطأ والصواب، بل ويسعي للحصول علي الدعم وكثيراً مايخطئ بالإختيار لأصدقاء السوء، ولكي تمر تلك المرحلة بسلام يجب علي الآباء فهم التغييرات التي يمر بها المراهق وخصائص تلك المرحلة.
كيفية تعامل الوالدين مع المراهقين
مرحلة المراهقة هي بداية مرحلة النضج الجسدي والنفسي والإجتماعي، وهناك فرق بين البلوغ والمراهقة، فالبلوغ هو الوصول إلي تمام إكتمال الوظائف الجنسية للمراهق، أما المراهقة هي الوصول بشكل تدريجي إلي النضج النفسي والإجتماعي والعقلي، ومرحلة المراهقة هي مرحلة نمو تدريجي من الطفولة إلي مرحلة الشباب، حيث لاينتقل النمو من مرحلة عمرية إلي مرحلة عمرية فجأة.
وتمر المراهقة علي مراحل بها صفات خاصة:
تبدأ المرحلة الأولي والتي تتميز بالإنفعالات والتقلبات المزاجية العنيفة، فيها يكون المراهق متقلب المزاج فأحياناً يدفع بالأشياء التي أمامه أرضاً، وفي أوقات آخري نجده يصرخ وينفعل لأبسطا الأمور، ويعتبر أولياء الأمور إن تلك المرحلة هي أصعب المراحل التي تسبب المشاكل في الأسرة، ويبدا المراهق في الإهتمام بأناقته وملابسه، وطريقة كلامه والشعور بإنه لم يعد طفلاً، ويجب علي الوالدين الإهتمام بإبنهم ومراقبته، ومعاملته ورعايته في هذه المرحلة الهامة، وتذكيره بتعاليم الإسلام بالمحافظة علي الصلاة والطهارة، وغرس روح التعاون والمحبة بينه وبين عائلته، وتحذيره من عواقب شرب السجائر والمخدرات وأضراراها الصحية والنفسية والعقلية، والأمراض الناتجة عن إدمان المخدرات، والإبتعاد عن طريق الفساد واصدقاء السوء، لإن المراهق يتأثر تأثيراً كبيراً بأصدقائه أكثر من تأثير الوالدين.
ومن أهم الخطوات التي يجب إتخاذها مع المراهق هي القضاء علي وقت الفراغ وإشغال المراهق في ممارسة رياضته المفضلة أو تعليم أوتنمية هواياته المفضلة.
ومن التغيرات النفسية والإنفعالية في سن المراهقة:
- الخجل من التغيرات الجسمية التي تحدث للمراهق.
- التعصب والإنفعال السريع والقلق لشعوره بإنه لم يعد طفلاً، ولم يصل إلي مرحلة النضج الكامل، كما يرفض مساعدة والديه وفي نفس الوقت لا يستطيع الإعتماد علي نفسه كلياً.
- تقلب المزاج والعصبية.
- نشاط عالي.
- التحدث مع الوالدين بإستهتار وعدم الإحترام أحياناً.
- عدم الإنصات للوالدين.
- التأثر بالأصدقاء وتقليدهم.
- الميل إلي الخصوصية.
- الغيرة من الأخوة.
- التنمر والرفض.
- عدم القدرة في التعبير عن مخاوفهم.
- الشعور بحاجتهم إلي إثبات بإتهم بالغين.
- الغيرة من الأخوة بالمنزل.
- عدم القدرة في التعبير عن مخاوفهم من إنتقاد الآخرين عليهم.
يمكنك قراءة أيضا:
من الأخطاء الشائعة في تربية الوالدين للمراهقين:
1- المصروف الزائد:
من الأخطاء الشائعة والمنتشرة بين الأسر هو إعطاء المراهق مصروف زائد عن الحد، فالمصروف الزائد عن الحد والذي قد يفوق راتب موظف من الأخطاء الفادحة في حق المراهق، فهي تشعره بالتميز عن أصدقائه ويكون سبباً أيضاً في إنحرافه، فالشباب يذهب لتعاطي المخدرات والتدخين وتجربة الممنوعات بسبب كثرة مصروفه! فماذا سيفعل بهذا المصروف؟
لذا يجب علي الآباء إعطاء أبنائهم مصروف علي قدر إحتياجه اليومي وليس لإن الأب مستواه المادي مرتفع، فلابد أن يتعود المراهق علي معرفة قيمة المال والمحافظة عليه.
2- مشاهدة الأفلام العنيفة:
يميل المراهق لمشاهدة الأفلام العنيفة والجريمة، فالمراهق يحب المحاكاة والتقليد بل ويميل إلي السلوك العنيف الذي يلفت به أنظار أقرانه حتي يشعر بإنه بطل، هذا وتسبب مشاهدة هذه الأفلام العنيفة إلي إصابة المراهق بالتوتر والقلق في مرحلة هو في حاجة غلي الشعور بالراحة النفسية.
3- التدليل المفرط للمراهق:
التدليل المفرط للمراهق له عواقب وخيمة مثل القسوة والعنف المفرط في معاملته أيضاً، فبعض الآباء يلجأ إلي منح المراهق الحرية التامة في خروجه ورجوعه للمنزل، وتحقيق طلباته كلها مهما كانت باهظة الثمن، وبهذا الأسلوب فإن الآباء يفسدون إبنهم وتدليله بهذه الطريقة تجعله غير قادر علي تحمل المسؤولية، وعندما يصبح شاباً تصبح تصرفاته كتصرفات الأطفال فعندما يجد أي صعوبة في طريق حياته ويعجز عن حل مشاكله فإنه يلجأ إلي والديه ليساعداه في حلها، فيجب علي الوالدين أن لايفرطا في التساهل مع المراهق ولا القسوة معه، فالإعتدال في الشيء مطلوب تحت مظلة الإرشاد والتوجيه للمراهق حتي يصبح رجلاً يعتمد علي نفسه.
وهنا يجب علي الوالدين التالي:
- وضع حدود لسلوكيات الأبناء وعدم تجاوزها.
- مع إعطاء الأبناء فرصة خوض التجارب لمعرفة عواقب سلوكياتهم، مع إمتناع الآباء في التدخل وحماية الأبناء، لإتاحة فرصة التعلم للمراهقين.
- إلتزام الأبناء لقواعد الآباء لإنهم يعيشون داخل الأسرة وعليهم الألتزام بقواعد الأسرة.
- تشجيع الأبناء علي ممارسة أنشطتهم وهواياتهم المفضلة، والإهتمام بأصدقائهم.
- معاملة الأبناء معاملة الكبار.
- قضاء بعض الوقت مع الأبناء من خلال التنزه أو علي الشاطئ ومناقشة أفكارهم ومشاكلهم التي تقابلهم.
- خلق جو الحب والألفة والتعاون بين أفراد الأسرة، والذي يساعد في النمو النفسي الصحي للمراهق.
- إحترام المراهق والثقة فيه.
- الإنصات إلي آراءه ومناقشها في جو هادئ بعيد عن العصبية.
- ترك مساحة شخصية للمراهق لكي يشعر بإستقلاله.
- عدم محادثته أثناء غضبك أو غضبه.
- إحترام خصوصية المراهق.
- مراقبه ما يشاهده ويقرأه.
- دعم المراهق والوقوف بجانبه.
المراهق هل هو طفل أم رجل:
يعتقد كل مراهق بإنه أصبح رجلا، وينتظر من الجميع أن يعاملوه علي إنه رجل، ويمكن القول يجوز للمراهق أن يفكر بهذه الطريقة نظراً للتغيرات الجسمية والعاطفية التي تحدث له علي الرغم من عدم حدوث تغيرات كثيرة، كما أنه يفكر بعقلية الطفل ولهذا السبب يعامله الجميع كإنه طفل، فيجب علي الأسرة أن تعامله كرجل والتغاضي عن بعض تصرفاته الطفولية حتي يعتاد علي مظاهر الرجولة ولا نسخر من تطلعاته في المستقبل فهذا يجعله يفضل تجنب التعامل مع أفراد اسرته ويصيبه بالإحباط... فيجب علي الآباء:
1- إِشراك المراهق في مناقشة بعض أمور ومشاكل الأسرة.
2- عدم توجيه الإهانة إليه أو السخرية منه.
3- امره بالإلتزام بالصلاة، وتشجيعه علي عمل الخير للفقراء والمحتاجين.
4- توكيل بعض الأعمال له حتي يصبح قادر علي تحمل المسؤولية.
5- تعليمه الثقةبالله والثقة بالنفس.