الشخصية الهستيرية وكل مايجب أن تعرفه عنها

سبق وتحدثنا عن الشخصية المازوخية والشخصية السيكوباتية، وانواع آخري من الشخصيات، واليوم سنستعرض معا الشخصية الهستيرية، تلك الشخصية التي يتسم سلوكها بسلوك الأطفال، وهي من الأمراض النفسية المنتشرة عند المراهقين، والشخصية الهستيرية محبة دائماُ للفت الأنظار من حولها، حيث تظهر إنفعالاتها وعواطفها بشكل مبالغ فيه، كما تهتم تلك الشخصية لآراء الناس فيها بدرجة كبيرة.

                                          

                              

الشخصية الهستيرية أو الشخصية التمثيلية، هي شخصية يتسم سلوكها بالسلوك الطبيعي إلي أن تظهر بعض المحفزات في حياته التي تساعد في ظهور الأعراض الهستيرية، كما تتسم  بالشخصية الإجتماعية، ولديها المهارة العالية في إثارة جو من البهجة والضحك أمام الآخرين من اجل ان تستحوذ علي لفت نظرهم إليها، وسماع كلمات الإطراء والمدح، وهي شخصية أنانية عندما تغضب فإنها تعامل الآخرين بإهانة ثم تعتذر بعد أن تهدأ،وغالباُ مايلجأون إلي حيل للفلت الأنظار إليه مثل لبس الملابس الغريبة والملفتة، وفي بعض الأحيان نجده في حالة من الحزن او الإكتئاب مما يدفعه إلي تناول المخدرات.

كما تمتلك الشخصية الهستيرية الذكاء الإجتماعي الكافي لجذب إنتباه الآخرين بحيث يتلاعبون لشد إنتباه الآخرين، مما قد يتخذ بعض السلوكيات الغريبة لجذب الإنتباه.

لم يحدد بعد سبب ظهور الشخصية الهستيرية، ولكن يعتقد بسبب عوامل وراثية وعوامل نفسية وإجتماعية.

- إدمان المخدرات أو الكحوليات.

- الحزن والإكتئاب.

- أورام بالمخ.

- الاضطرابات العصبية.

- عوامل وراثية: خاصة اذا وجد أحد الأبوين مصاب بالهستيريا.

- عوامل إجتماعية: تتمثل في التعرض لمواقف صادمة في الطفولة، أو أساليب قاسية خاطئة في التربية، المشاكل بين الأبوين وحالات الإنفصال.

- عوامل نفسية وتتعد الأسباب منها التعرض لحالات من الفشل العاطفي، كالزواج الفاشل والفشل في الحب، الشعور بنقص في العاطفة، الأنانية، التنشئة الخاطئة، عدم نضج الشخصية، الصدمات الإنفعالية، التعرض لحادث شديد سبب الإصابة بجرح أو الحرق.

- وأثبتت الدراسات العلمية بأن نسبة الاصابة باضطراب الشخصية الهستيرية تصاب بها النساء أكثر من الرجال حيث إنها تبالغ في الاهتمام بمظهرها، كما ينجذب الرجال إلي السيدة الهستيرية لحيويتها وميلها للإثارة، وجاذبيتها الجنسية، وملابسها الملفتة للنظر، إلي أن تفتر عواطفها عندما تتعرض لأي ضغط نفسي، ولاتهتم بظروف ومشاعر الآخرين.

- يحتاج دائماً للشعور بالإهتمام من الآخرين.

تتسم  الشخصية الهستيرية بالمبالغة في العواطف والأفكار، والإفراط في ردود الفعل العاطفية.

تتسم الشخصية الهستيرية بسرعة تقلب المزاج، حيث تتغير الحالة العاطفية بسرعة.

حيث تبدو إنفعالاتها كالأطفال، وتتصرف بطريقة العاطفية بعيدة عن الموضوعية، كما تتأثر بآراء الآخرين بسهولة وتتصف بالحساسية الشديدة من النقد المباشر لها.، كما تتصف بالمبالغة والتهويل، كما يشعر بعدم الراحة إذا شعر بعدم الإهتمام به أو غير مرغوب فيه من الآخرين، كما يفتقر إلي النضج النفسي والجنسي أيضاً.

ولان هذه الشخصية عاطفية وتميل إلي المبالغة في إظهار مشاعرها والتعبير عن عواطفها، فغالباُ ماتقع في زلات اللسان، هذا بالإضافة إلي الأنانية الشديدة وسطحية المشاعر.

تعاني تلك الشخصية من تكرار حالات الزواج والطلاق، أي إنها غير مستقرة، كما إنهم يتنقلون من وظيفة لآخري لشعورهم بالملل السريع، كما تتخذ بعض القرارات المتهورة دون تفكير أو دراسة، أي تغير الحالة العاطفية من حال إلي حال.

عدم وضوح الكلام أثناء الإنفعال، احمرار في العين، الضغط علي الأسنان، عنف والصراخ بصوت عالي، صعوبة في السيطرة علي النفس.

الولع بالأكاذيب، هلاوس والمشي أثناء النوم، التخشب، شلل رعاش، نوبات تشنجية، نوبات من البكاء والإنفعال، شلل حركي، عدم الإستقرار الإنفعالي.

حيث يظهر بشخصية مختلفة عن شخصيته الحقيقية، مع نسيان كامل لفترة من حياته، ويعاني في بعض الأوقات من الشعور بالنقص.

هناك نوعان من الشخصية الهستيرية هما:

وتتصف تلك الشخصية الهستيرية الفصامية بأفعال غريبة مختلفة تماماً عن الشخصية الأصلية التي يعرف بها، كنوع من الهروب من المواقف الصعبة، ويقوم المريض ببعض السلوكيات الغريبة كالمشي أثناء النوم والتحدث دون أن يعلم، وعند الإستيقاظ لايتذكر شيئاً مما حدث..

ويقصد بها تحول الإنفعالات والسلوك العصبي إلي آلآم جسدية غير معروفة، وغالباً ماتكون شكوي مريض الهستيرية من آلآم  بكل أجزاء جسمه، والسبب الرئيسي وراء ذلك هو لجوء المريض لبعض الحيل اللاشعورية حيث يتحول القلق والصراع داخل المريض إلي مرض عضوي بعد كبتها.

                                             

افضل الطرق للتعامل مع الشخصية الهستيرية هو البعد عن الانتقاد والتركيز علي إيجابياته أكثر من سلبياته، ويفضل تقديم النصح بدلا من النقد، لانه يحب الاهتمام وسماع كلمات المدح من حوله، كما يفضل الشعور بمحبة الآخرين وعدم تجاهل وجوده ومشاعره، لذا يفضل الابقاء بجانب المريض وإظهار مشاعر الحب والاهتمام له حيث يشعر بعدم الإرتياح لعدم تقديره أو عندما لا يكون مركز إهتمام، كما إنه يحب المفاجأت السارة التي تسعده ويكره الروتين الذي يصبه بالملل، وأفضل الاعمال التي تحبها الشخصية الهستيرية هي الأعمال التي ترتبط بالعلاقات المباشرة مع الجمهور والأعمال الفنية والأزياء.

من الممكن الشفاء من تلك الحالة تلقائياُ، عن طريق معرفة أساس المشكلة والعمل علي حلها، أما النوع الآخر من العلاج وهو العلاج النفسي عن طريق إجراء بعض الجلسات النفسية، بجانب العلاج الدوائي.