يعتبر الغضب من المشاعر العاطفية الطبيعية، لكن يعاني معظم الناس من التسرع في مشاعر الغضب وإظهار انزعاجهم وغضبهم اذا حدث استفزاز، وقد يلجأ بعض الاشخاص إلي تكسير وتحطيم الاشياء التي امامهم، مما سبب للشخص السريع الانفعال حرج شديد اما أسرته أو زملائه في العمل، وعلي الرغم من شيوع مظاهر الغضب، إلا من الممكن السيطرة علي غضبنا، وتحسين صحتنا النفسية والمزاجية.
نوبات الغضب وكيفية السيطرة عليها
تتعدد مظاهر الغضب وتتنوع في حياتنا اليومية، ففي الشارع نجد سائق السيارة قد يغضب بسبب الزحام أو خطأ صدر من سائق سيارة جانبه، كما نجد مظهر آخر للغضب في البيت عندما تغضب الأم من فرط حركة أبنائها والذي يسبب بعض الكوارث، ومظاهر آخري كثيرة في كل مجالات حياتنا، ويأتي السؤال هنا هل الغضب طبيعة بشرية أم سلوك يستدعي العلاج عند الطبيب النفسي؟
ويقول الأطباء النفسين أن الغضب شعور ثانوي للإنسان، بسبب ظرف إنساني، ويتراوح الغضب من حالة الغيظ إلي حالة الغضب الشديد.
ويترتب عليها آثار سلبية علي الجسم والصحة:
1- أمراض القلب:
القلب هو أكثر عضو بالإنسان تأثراُ بالغضب، نتيجة لمشاعر الغضب العارمة تزداد ضربات القلب لتتجاوز الحد الطبيعي، والتي تؤدي في بعض الحالات إلي أزمة قلبية.
2- ارتفاع في ضغط الدم:
خلال نوبات الغضب، يقوم القلب بضح كمية كبيرة من الدم، ويكون الدم حمل زائد في الأوعية الدموية، وبالتالي يتسبب في ارتفاع ضغط الدم.
3- السكتة الدماغية:
وتحدث السكتة الدماغية عندما يتدفق الدم بشدة وتتمزق الأوعية الدموية، مما تعيق وصول الدم إلي المخ.
4- آثار سلبية علي الجلد:
والجلد أيضاُ يتأثر بنوبات الغضب، فعند حدوث الغضب تفرز دهون بالجلد، مما تسبب ظهور حبوب علي البشرة، وحساسية بالجلد، وأمراض آخري كالصدفية.
وتتأثر العلاقات الاجتماعية بين الناس بسبب الغضب، والتفكير المتواصل بماهو سيئ يؤدي إلي العنف الجسدي، كما يؤدي الغضب إلي عدم السيطرة علي النفس.
يمكنك قراءة:
أسباب الغضب:
تختلف مشاعر الغضب من شخص لآخر، وحسب ظروفه الشخصية والاجتماعية، كما تختلف مظاهر الغضب من مجرد التعبير عن الغضب بالكلمات اللفظية إلي التعبير بالضرب أو كسر المحتويات التي أمامه، كما تختلف بحسب المراحل العمرية المختلفة، ومن اهم اسباب الشعور بالغضب ان الانسان في سبيل تحقيق اهدافه في الحياة، لايستطيع أن يعرف ما يفسد عليه حياته ويدفعه الي الغضب والحزن، كثير الشكوي ومتوتر الاعصاب، وكل هذه المشاعر تكدر علي الانسان حياته، وتدفعه الي الشعور بالنقص واليأس، لانه ترك نفسه للماديات والاهتمام بنفسه فقط، ومن الطبيعي عند الشعور بالخسارة يقع بسهولة فريسة للغضب.
أنواع الغضب:
قسم العلماء الغضب لثلاث أنواع وهي:
- النوع الأول: عندما يكون الإنسان شديد الغضب بحيث يكون لايستطيع التفرقة بين السماء والأرض، كالمجنون، ولا يعي لما يقوله بحيث ينسي ماقاله عندما تهدأ ثورته.
- النوع الثاني: هي الحالة التي يستطيع فيها الإنسان أن يملك نفسه، وله القدرة في السيطرة علي مشاعره وإندفعاته وأفعاله.
- النوع الثالث: هي الحالة المتوسطة بين الحالتين السابقتين فلا ينفعل ويصل إلي حد الجنون، لكنه يندم عما صدر منه.
مظاهر الغضب عند المرأة:
علي الرغم من محاولة الرجال في فهم وتفسير غضب المرأة المفاجئ لكنهم يفشلون في تلك المحاولة، وبالطبع هناك عدة أسباب وتصرفات قد تصدر من الرجل تسبب الغضب الشديد لدي المرأة، وتتلخص تلك اتصرفات في:
1- شعورها بالإهمال:
من أكثر التصرفات التي تثير غضب المرأة هو عدم إهتمام الزوج بها، فمثلا عند حضور الزوجان لحفل ما ويوجد به أقارب الزوج، فنجد الزوج دخل في أحاديث طويلة ليست لها نهاية مع أقاربه ويترك زوجته لوحدها تشطاط غضباً، من الممكن القول أن الزوج قد إمتنع عن الإجتماع مع أقاربه بسبب ظروف الحياة، وتكون فرصة له في الحديث والإجتماع مع أقاربه.
2- عدم إهتمام الزوج بمظهره داخل البيت:
بعد يوم شاق بالعمل يسرع الزوج إلي المنزل للراحة وتغيير الملابس وإرتداء الملابس المريحة، وقد يتجه بعض الرجال إلي الظهور بملابس غيرلائقة بالمنزل، مما يثير غضب المرأة لعدم إعتنائه بمظهره أمامها وأمام أطفالهم، كما أن إهمال الزوج لنظافته الشخصية كثيراً مايثير إشمئزاز الزوجة ونفورها منه، فإلإهتمام بنظافته تسعد بها المرأة.
3- سيطرة الزوج علي مشاهدة برامج معينة بالتلفزيون:
في أمسية السهرة يجلس الزوجان لمشاهدة فيلم أو برنامج مفضل، وفجأة يغير الزوج المحطة لمشاهدة مباراة لكرة القدم... مما يغضب الزوجة، وهو كثيراً مايحدث في بيوتنا.
4- معارضة آراء الزوجة:
كثيراً مايتناقش الزوجان في أمور هامة خاصة بأسرتهم والبيت، وتجد المرأة معارضة شديدة من قبل الزوج لرأيها مما يسبب لها الشعور بقلة قيمتها بالبيت، وإهتزاز ثقتها بنفسها، فيجب علي الزوج تشجيعها علي إبداء رأيها والبوح عما تشعر به، ومايدور بفكرها، ومناقشتها إذا كان رأيها لايعجبه وإقناعها برأيه، والثناء فيما يعجبه.. فليس من المحتم دائماً أن تكون آرائه صائبة.
5- الإنشغال الدائم بالهاتف:
عند خروج الزوجان للتنزه وقضاء وقت لطيف مع الأسرة والأطفال، وينشغل الزوج بالهاتف بسبب أعماله أو مع أصدقائه كثيراً، أولمتابعة البريد الالكتروني، ممايثير غضب المرأة لشعورها بأن الهاتف أكثر أهيمة منها.
ماهو علاج الغضب:
1- التدريب علي مهارات حياتية جديدة:
اصبح من الضروري أن نعمل علي مواجهة الحياة، وتحقيق جودة الحياة، لان الانسان عندما يغضب يخسر الشعور ببهجة الحياة، فالحب يعالج الغضب، والتواصل بالكلمات الطيبة المهذبة والعشرة الطيبة تعمل علي نشر المحبة والألفة بين الناس، والبعد عن الظلم المبني علي الغضب الشديد الذي يجعل الشخص الغاضب لايحترم رأي الآخر، ولا يقدر مشاعر، فيجب أن ينمي المشاعر الايجابية والتسامح لتفادي حالات الشعور بالندم فيما بعد.
2- ضع نفسك مكان الشخص الذي أغضبك:
وتعتمد هذه الطريقة ان تنظر إلي الموقف من وجهة نظر الشخص الذي أزعجك، لكي تستوعب سبب تصرفه، فقد يكون تصرف ذلك الشخص غير موجه ضدك، بل ترتبط بتصرفات بأشخاص آخرين ترتبط بهم حياته.
3- تحدث عن مشاعرك:
تحدث عن مشاعرك الغاضبة مع أصدقائك، لتفريغ المشاعر السلبية المتراكمة بداخلك، كما أن الحديث مع صديق يمكن أن يساعدك في النظر إلي المشكلة التي أثارت غضبك من زاوية آخري.
4- ابحث عن حل للمشكلة:
حاول ان تبحث عن حلول بديلة للمشكلة حتي ولو كانت بسيطة، بدلا من الانفعال والغضب، ومعرفة كيفية امتصاص الشعور بالغضب في المواقف المختلفة.
5- استشر طبيبك النفسي:
الذهاب غلي الطبيب النفسي هي خطوة ضرورية عندما تفشل جميع الطرق السابقة في حل مشكلة الغضب، فالاستعانة بالطبيب النفسي سوف يساعدك في اكتساب مهارات التكيف عن طريق الجلسات العلاجية، والوقاية من بعض الحوادث التي تسبب الخروج الغضب من نطاق السيطرة.
6- الزوجة السريعة الغضب:
لكي تستطيع التغلب علي غضب الزوجة يجب أن تتفهم موقفها جيداً، والتعامل معها بهدوء وحكمة، فالمرأة عاطفية بطبعها وتحتاج إلي المعاملة الحسنة المليئة بالود والأخلاق الحسنة، فإذا أساء الرجل لزوجته أسائت إليه أيضاً، والعكس صحيح.
7- ممارسة الرياضة:
إن ممارسة التمارين الرياضية من أهم الوسائل التي تساعد علي القضاء علي الكثير من الأمراض النفسية والجسدية، لإنها تساعد علي إفراز هرمون الإندروفين الذي يعمل علي تحسين المزاج وتقليل إستجابة الجسم للضغوط النفسية والعصبية والتقليل من التوتر ومشاعر الغضب.
الرياضة النفسية هي إحدي وسائل تخفيف الغضب، وهي محاولة لاضعافه وليس لمحوه كلياً، عن طريق مجاهدة النفس وتكلف الحلم حتي يصبح الحلم طبعا راسخاً وخلقاً، فقمع الغضب او استئصاله شيئاً غير ممكن، لانه ضروري لكل شخص، فالرياضة تعمل علي إضعاف الغضب وشدته وتعمل الرياضة علي التدرب علي عدم إطاعة الغضب، فيجب علي الإنسان المؤمن أن يغضب لدينه كما أمرنا الشرع.
8- تهدئة النفس:
عندما تجد أن الموقف الذي بدأ يتفاقم وتتعرض للنوبات الغضب والتوتر عليك بتهدئة نفسك والتعامل بطريقة هادئة أوالإبتعاد عن الموقف قدر المستطاع وترك المكان.
9- فكر جيداً قبل أن تقدم علي أي خطوة:
قبل أن تستسلم لنوبة غضبك فكر جيداً في الإختيارات التي أمامك، وكيفية التعامل مع الموقف بهدوء، قبل أن تقدم علي خطوة تندم عليها مستقبلاً.
تعليقات
إرسال تعليق