JavaScript is not enabled!...Please enable javascript in your browser

جافا سكريبت غير ممكن! ... الرجاء تفعيل الجافا سكريبت في متصفحك.

-->
الصفحة الرئيسية

مراحل الطلاق، والحياة قبل وبعد الطلاق

 الطلاق هو نهاية الخلافات والصراعات وسوء الفهم بين الزوجين، والطلاق لا يحدث فجأة بل يمربمراحل متتالية تمهيداً للنهاية الحاسمة، فقبل الطلاق تتجمد المشاعر والتعلق، وتزداد حدة الصراعات والخلافات بين الزوجين إلي أن تزيد التباعد النفسي بين الزوجين، ويصل الأمر بما يسمي بالطلاق النفسي.

                               مراحل الطلاق، والحياة قبل وبعد الطلاق   

مراحل الطلاق، والحياة قبل وبعد الطلاق

1- مرحلة ماقبل الطلاق:

تظهر بذرة الطلاق في بداية الزواج بسبب عوامل كثيرة منها:

- تدني إلتزام أحد الزوجين بالعلاقة الزوجية.
- أن يكون أحد الزوجين غير مؤهل نفسياً أو عاطفياً أو سلوكياً للزواج.
- أحد الزوجين غير مؤهل لتحمل الحياة الزوجية بمسؤولياتها واعبائها وتضحياتها مثل الشخصية المدللة التي تنظر إلي الشريك علي إنه أداة لتلبية طلباتها وحاجاتها ورفاهيتها أو الشخصية الأنانية التي تأخذ و لاتعطي او التي لا تبادل مشاعر الحب بل تكتفي بذاتها ولا تعترف بإحتياج الشريك الآخر لحاجلته ومتطلباته.
- ومن الشخصيات التي لاتصلح للزواج هي الشخصية الكثيرة الشك، التي تحول الحياة الزوجية إلي جحيم، وتدخل الشخصية الشكاكة في جدال طويل تسأل عن كل كبيرة وصغيرة، وتصعد المشاعر إلي العداء والكراهية.
- والشخصية السيكوباتية تلك الشخصية التي تستطيع أن تظهر بمظهر مثالي أمام الناس، إلا إنها شخصية إحتيالية لايمكن أن تعطي بل هي تسعي لتحقيق أهدافها ومصالحها الشخصية.
- بل قد تشكل الأسرة الأصلية للزوج أو الزوجة بعض من عوامل الفشل الزواجي والطلاق، مثل نمذجة الوالدين خاصة عندما يعيش الطفل معاناة مرحلة الطلاق والإنفصال بين الوالدين فيكرر التجربة في حياته، مما يتولد لديه بعض الاضطرابات النفسية، مما يجعل سيناريو الطلاق يتكرر مرة آخري.

                                                 
مراحل الطلاق، والحياة قبل وبعد الطلاق

2- مرحلة مابعد الطلاق:

يحدث الطلاق حتمياً عندما لا تتوفر عوامل إستمرار الزواج، وللخلاص من معاناة الزواج الفاشل، وتتوالد مشاعر وردة فعل نفسية معروفة بعد الطلاق أولها الإحساس بالفشل من مشروع الزواج وإنهيار الآمال المعقودة عليه، ثم يأتي بعد ذلك الشعور بنوع من عدم التصديق لماذا حدث ذلك؟ ولماذا؟ هل كل شيء إنتهي فعلاً؟ هل هناك إحتمال لإصلاح الأمر؟ تلك الحالة بين التجاذب الوجداني والتردد مابين حسم الإنفصال و بين إحتمالات العودة عنه، وقد يلي تلك المرحلة مرحلة الإكتئاب والحزن علي النفس وعلي الحظ العثر بما يصاحبه بعض من مشاعر الذنب والإحساس بالخطأ لإنه لم يستطيع إنجاح العلاقة الزوجية، وقد يصاحب تلك الحالة بعض الاعراض الاضطرابية مثل قلق النوم، فقدان شهية الطعام، ضعف التركيز، سرعة الإنفعال والبكاء، العزلة الإجتماعية.
إلي أن تنتهي مرحلة الحزن وتبدأ مشاعر الغضب مثل الغضب من الآخرين  فنهم لم يساندوه محملا إياهم سبب فشله، والغضب من نفسه، والغضب من طليقه الذي يراه أسوأ الناس، مما يفجر الرغبات في الإنتقام منه، ويكثر الحديث بالسوء عن طليقه محملاً إياه كل العيوب والنواقص.
ثم تتلو تلك المرحلة مرحلة الإحساس بالفراغ والملل والتي قد يرافقها عدم الإهتمام بالمستقبل، كما تختلف الحالة النفسية للمطلق علي حسب الظروف التي ادت إلي الطلاق.. فمثلاً المطلق الذي كان يعاني من حياة زوجية صعبة سوف يشعر بالإرتياح النفسي بعد الطلاق، أما في الحالات المعتادة فالطلاق لا يمر بدون حالة نفسية تتفاوت حدتها من شخص لآخر، فهل الطلاق حدث مفاجأةً ؟ هل تم الطلاق في ظروف مقبولة أم تم في حالة من العنف وإنعدام الأمن؟ هل تتوفر لدي المطلق حياة بديلة في العمل والحياة الإجتماعية والأسرة؟ ام إنه أصبح مكشوفاً بلا سند ؟ هل هناك مشاريع حياتية جديدة أم لا؟
كل هذه عوامل تحدد مدي إمكانية التعويض وإستعادة التوازن النفسي للمطلق.

مواضيع ذات صلة:

نظرة المجتمع للمطلق:

هناك نظرة دونية إلي المطلق مهما كانت عوامل الطلاق، فالمجتمع ينظر إليه فاقداً للجدراة الزوجية والوالدية، ومع إنها نظرة ظالمة خاصة للمرأة في بعض المجتمعات، وهو ما يفسر معاناة المرأة وتحملها لحياة زوجية فاشلة خوفاً من أحكام الآخرين عليها بالسوء.
والطلاق يغير المكانة الإجتماعية فالمطلق غير المتزوج مكانة وإحتراماً، كما أن الطلاق يغير من شبكات العلاقات الإجتماعية من مشاركة المناسبات الإجتماعية المختلفة التي تقوم بين الأسر الصديقة أو أسر الجيرة.

تأثير الطلاق علي نفسية الأبناء:

علي الرغم من إباحة الطلاق إلا إنه ينبغي أن يكون الحل الأخير(فالطلاق أبغض الحلال) ويسبب الكثير من الاضطرابات النفسية للأبناء، وربما يكون الطلاق أقل ضرراً من إستمرار الزواج في جو ملييء بالمشاحنات والشجار والخلافات في المنزل، وأكدت تقارير الأطباء النفسيين من تعرض الأبناء لحالات من القلق ومشاكل عاطفية وإجتماعية بدرجة أكبر عن الأبناء الذين يعيشون في بيوت أكثر إستقراراً وأماناً، كما يحدث الكثير من التغيرات في العلاقة بين الآباء والأبناء وربما يحدث ذلك التغير بسبب نظرة المجتمع والناس للأبناء في المدرسة والبيت، ومن أكثر الاضطرابات  التي تحدث للأبناء تظهر في سلوكهم مثل الكذب، الإنعزال عن الناس، الشعور بالنقص، ضعف التحصيل الدراسي، العدوانية، الميل للإنحراف، السرقة، لذا ننصح للزوجين بمراجعة أنفسهم والتفكير والبعد عن المشاكل التي تسبب الطلاق، ونتق الله في إختيارنا لأزواجنا، ليصبح أبنائنا مستقرين نفسياً والعيش في جو أسري سليم.

اهم المراجع:
مصطفي حجازي، الأسرة وصحتها النفسية، المركز الثقافي العربي، 2015




الاسمبريد إلكترونيرسالة