ماهي أعراض التحرش الجنسي علي الطفل وكيف يمكن الوقاية منه

إن ظاهرة التحرش الجنسي للطفل يعد من المشاكل الكبيرة في المجتمعات المدنية الحديثة، ولها آثار معقدة للغاية يتعذر محوها ليس للطفل فقط بل علي أفراد الأسرة جميعها، وطبقاً لإعلان جنيف لعام 1924 يعترف الرجال والنساء من جميع انحاء العالم بأن علي الإنسانية أن تقدم للطفل خير ما عندها، بعيداً عن أي إعتبار بسبب الجنس أو الجنسية أو الدين، كما نوهت علي ضرورة الإهتمام بالطفل من خلال تقديم الطعام الصحي له، ومد يد المساعدة له في الوقت الذي يتعرض فيه للتحرش الجنسي.

         ماهي أعراض التحرش الجنسي علي الطفل وكيف يمكن الوقاية منه

                                    
ماهي أعراض التحرش الجنسي علي الطفل وكيف يمكن الوقاية منه

التحرش الجنسي للطفل هو إستخدام الطفل لإشباع الحاجات الجنسية لشخص بالغ، من خلال ملامسة الطفل أو الإعتداء الجنسي علي الطفل، والذي يسبب تدمير نفسية الطفل إلي جانب سوء معاملة الطفل، وغالباً ما يتكم الأطفال الضحايا الإعتداء الجنسي أو التحرش به من أشخاص ذوي صلة قرابة للطفل، وعند يكتم الطفل هذا الحدث فإن المشكلة لا تنتهي للأسف بل لها عواقب آخري، لذا يجب علي الوالدين توفير الحماية الجنسية لأطفالهم وتوعيتهم.

أشكال الإساءة للطفل:

أولاً: الإساءة النفسية:

يقصد بالإساءة العاطفية هو كل مايحدث من ضرر علي الوظائف السلوكية وجسدية وذهنية مثل: التخويف، الإهانة ،الضرب، مقارنة الطفل بإخواته وأقرانه، نداء الطفل أو نعته بصفة غير محببة له، شتم الطفل، عزله، عدم الثناء علي سلوكه الجيد، التقليل من شأنه أمام الآخرين، وغالباً مايصاحب ذلك الإيذاء الجنسي أو الجسدي، أو قهر الطفل وتفضيل أخواته عنه، عدم تقبيل أو إحتضان الطفل.

ثانياً: الإساءة الجسدية:

ويقصد بها إيقاع الألم الجسدي في أجزاء الجسم ويرتبط به ألم نفسي (وهنا يتضاعف الإحساس بالألم) مثل ضرب الوجه، الضرب بالسواط، العض، اللكم، شد الشعر، العض، خنق الصوت، الحرق بالسجائر أو أي أداه آخري، وتبدو الآثار الجسدية ظاهرة مثل الكدمات، الحرق، تسلخات في أماكن بالجسم من آثار التقييد، والآثار الجسدية الغير ظاهرة مثل الكسور، خلع بالمفاصل، خلع بالكتف والتي تدل علي جذب الطفل بطريقة عنيفة.

ثالثاً: الإساءة الجنسية:

ويقصد بها هي إقامة عمل جنسي بين شخص ناضج وطفل، ولها عدة أشكال منها:
  • إجبار الطفل علي خلع ملابسه والتلذذ بالنظر إليه.
  • إجبار الطفل علي مداعبة الأعضاء الجنسية للشخص الناضج.
  • دعارة الأطفال.
  • إجبار الطفل علي مشاهدة الأفلام الإباحية والمجلات الخاصة بها.
وتعتبر الإساءة الجنسية للطفل من أخطر الإساءة التي يمكن للطفل أن يتعرض لها بالإضافة إنها تكون حاضرة بذهن الطفل وتسبب له الحزن والكآبة نظراً لما تعرض له.

مواضيع ذات صلة:

أسباب إنتشار التحرش الجنسي بين الأبناء:

  • ضعف الوازع الديني للأسرة وقلة الوعي الأسري.
  • إنشغال الأم عن أطفالها خاصة في أوقات المناسبات والزيارات.
  • ممارسة الزوجين للجنس أمام أطفالهم علي أساس إنهم مازالوا في سن صغير لايدرك أي شيء.
  • وجود القنوات الجنسية والصور الجنسية أمامهم.
  • نوم الأبناء مع الضيوف لصغر المنزل في المناسبات المختلفة.
  • فساد سلوك أحد الأبوين.
  • خلوة الأبناء مع الغرباء.
  • عدم مراقبة الوالدين لابنائهم.
  • عدم تفريق الأبناء في المضاجع.
  • سوء معاملة أحد الوالدين لأبناءه.
  • إدمان االمخدرات والكحوليات.
  • وجود بعض الخدامين المنحرفين سلوكياً وجنسياً.
  • عدم الرقابة المدرسية علي طلابها.

 مؤشرات نفسية وجسمية وأعراض الإعتداء الجنسي علي الطفل:

هناك بعض الأعراض التي تشير إلي حدوث الإعتداء الجنسي علي الطفل او لوجود مشكلة بحاجة إلي إنتباه ومعالجة، فالطفل لايستطيع أن يعبر عما مر به وقد يعبر ببعض الكلمات التي توضح وقوعه لإعتداء جنسي، وغالباً مايبقي الطفل في حالة من الخوف والاضطراب والحيرة عما حدث، خوفاً عما سيحدث إن أخبر الكبار بما جري له أو بسبب علاقة وقرب المعتدي والخوف من إنتقامه منه، ويمكن تلخيص تلك الأعراض في بعض النقاط:
  • تغيير مفاجئ في شخصية الطفل.
  • إستخدام كلمات جنسية أو أسماء جديدة لأعضاء الجسم.
  • بعض مؤشرات الخوف والهلع والتعلق الشديد بالأب والأم.
  • اضطرابات في النوم مثل القلق والتبول اللارادي، الخوف من النوم بمفرده، الخوف من الظلام.
  • تصرفات مفاجئة وجديدة علي الطفل مثل مص الإصبع.
  • الخوف من الذهاب لمكان معين.
  • الهروب من المنزل.
  • الاهتمام المفاجئ بالكلام عن المسائل الجنسية.
  • عدم الثقة في الآخرين.
  • الإنعزال.
  • السرحان أثناء الفصل الدراسي.
  • السلوك العدواني في بعض الأحيان.
  • أعراض الإكتئاب.
                                                
ماهي أعراض التحرش الجنسي علي الطفل وكيف يمكن الوقاية منه

من المؤشرات الجسدية:

  • ملابس الطفل ممزقة.
  • إصابة الطفل بأمراض تناسلية.
  • صعوبة مشي الطفل والجلوس.
  • الشعور بالهرش بمكان الأعضاء التناسلية.
  • وجود بقع دم علي الملابس الداخلية للطفل.

كيفية وقاية الطفل من التحرش الجنسي:

1- عملية تثقيف الجنسي للطفل:

  • في بادئ الأمر ننصح الوالدين بعدم الشعور بالإحراج والتردد في عمل حوار مع أطفالهم عن التثقيف الجنسي والتي تبدأ بشرح مبسط حتي يمكن للطفل أن يفهم دون الدخول في التفاصيل خاصة في السنوات الأولي من عمره.
  • من المستحسن أن تبدأ الأم مع إبنتها والأب مع ابنه لقرب النوع، لأن العملية التي يتعلم الطفل من خلالها السلوكيات والاتجاهات المناسبة اجتماعيا تسمي بعملية التطبيع الجنسي، كما يكتسب الطفل الهوية الجنسية.
  • يجب أن يشبع الطفل فضوله من الأب والأم بدلاً من يشبعه من مصادر خارجية غير موثوق بها، من خلال تعليم الطفل والطفلة معني خصوصية الجسد وليس لأي أحد الحق في التعدي علي تلك الخصوصية.
  • ربط موضوع الجنس بالشريعة الإسلامية ليعتاد الطفل في البحث والرجوع ومعرفة موقف الشرع في المشاكل الحياتية كلها.
  • تعليم الطفل إحترام خصوصية الآخرين، فلا يدخل الحمام دون الطرق علي الباب والاستئذان، لا نختلس النظر إليه عند تبديل ملابسه، الأجزاء التي يجب تغطيتها أثناء لبس ملابس السباحة.

2- أثناء عملية التحرش:

وهو توجيه الطفل ماذا يمكن فعله أثناء التحرش مثل الهروب بسرعة عن مكان التحرش، الصراخ بأعلي صوت، إستخدام وسيلة الدفاع عن النفس إذا كان الطفل يجيد الكاراتيه أو الجودو، تحديد نقاط ضعف المتحرش وكيفية إصابته.

3- بعد وقوع التحرش بالطفل:

يجب أن يتحلي الوالدين بالهدوء والصبر عند التعامل مع الطفل مع إشعاره بالأمان من خلال:
  • عدم إلقاء أي مسؤولية علي الطفل لانه سيؤثر بالسلب علي نفسيته.
  • التصرف معه بمنتهي الهدوء وعدم تهديده لإنه يحتاج في تلك المرحلة للإحساس بالأمان والدعم من والديه.
  • تعليم الطفل مع الشرح البسيط ماهو التحرش مع الإستعانة ببعض الصور التي تسطيع إيصال المعلومة بسهولة للطفل.
  • التوجه إلي العلاج النفسي لإعادة ترميم الأضرار النفسية للطفل.
                                         


أهم المراجع:

- راندا الديب، 2015، آليات حماية الطفل من التحرش الجنسي من وجهة نظر الأمهات في مرحلة ماقبل المدرسة، مجلة الطفولة والتربية، الإسكندرية.

- محمد مرسي محمد، 2007، التحرش الجنسي بالأطفال، مجلة التربية، اللجنة الوطنية القطرية للتربية والثقافة والعلوم.

تعليقات